نلتقي كي نرتقي |
|
| قصة قصيرة انتظار بلا عودة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
فرات
عضو موهوب
عدد الرسائل : 819 العمر : 33 المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : عصبي جدا جدا : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: فرحان
| موضوع: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الإثنين ديسمبر 17, 2007 6:27 pm | |
| انتظار بلا عودة انتهى من عملة في ذلك اليوم، كان متعبا جدا ،كيف لا وهو يبدأ العمل من ساعات الصباح الباكر إلى الساعة العاشرة مساءاً ، مسكين أنت يا إبراهيم ،إنه رب لأسرة مكونة من خمسة أولاد وبنت وأمهم،لذلك يجب عليه العمل طويلا لكي يستطيع تلبية احتياجاتهم،لا سيما احمد ،الذي سيحرم من التعليم الجامعي ،ما لم يتوفر له المال الكافي،بعد أن يقدم امتحانات التوجيهي لذا العام. أم احمد، هذه المرأة الفلسطينية المكافحة،عاشت حياتها في ظروف قاسية،انعكست على وجهها المليء بالتجاعيد والثنايا،التي تحمل في طياتها كفاح امرأة فلسطينية أصيلة،عاشت حياتها مكافحة من اجل زوجها وأولادها.اتصل إبراهيم بزوجته سلمى،فقال لها:ــ مرحبا يا سلمى، كيف حالك؟ وكيف حال الأولاد؟ــ الحمد لله ، إنهم مشتاقون لك كثيراــ يوم الخميس القادم سوف أراكمــ بالله عليكــ إن شاء اللهــ سأنتظرك على أحر من الجمر،إلى اللقاء. أغلقت سلمى المكالمة وقلبها يكاد يرقص فرحا ،كيف لا وقد مضى شهران لم ترى بهما زوجها، لقد أرادت أن تفرح أولادها فذهبت إليهم ،وأخبرتهم بقدوم أبيهم في يوم الخميس.فرح الأولاد كثيرا لا سيما خليل ، ذو الخمسة أعوام، فهو يحب أباه جدا فأصبح يردد طوال الوقت:أبي سيأتي أبي سيأتي. اليوم هو الثلا ثاء ،لقد بقي لقدوم إبراهيم يومان، سيمران على سلمى والأولاد كأنهما عامان .لقد ملت سلمى الانتظار،فهي مشغولة بالتفكير بقدوم إبراهيم، فقررت أن ترفه عن نفسها ،فذهبت إلى جارتها أم سعيد، جلستا على سطح المنزل،وشربتا القهوة،كانت سلمى سعيدة جدا،وضحكتها لا تفارق وجهها. لقد أتى يوم الخميس، إبراهيم في طريقة إلى المنزل ،وهو الآن على الحاجز، انه مأمور بالوقوف ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة،لأنة دخل من دون تصريح بذلك.لا بأس ،إن إبراهيم ومن معه معتادون على هذا،وأصبح بالنسبة إليهم إجراء لا بد منه عند كل عودة إلى المنزل.في هذه الأثناء كان المخيم كله محاصر، الجيش الإسرائيلي يبحث عن مطلوبين داخل المخيم،عمليات تمشيط عشوائي داخل المخيم،وحالة من الهرع والخوف تصيب المخيم.الطائرات الإسرائيلية تبدأ عمليات القصف ،انه قصف عشوائي لا يستهدف هدف معين بل يقتل ويدمر عشوائيا. محمد ذو الخمسة عشر ربيعا ،لم يعد إلى البيت، انه الأخ الأصغر بعد احمد ،لقد غلى قلب سلمى،على محمد الذي لم يأتي بعد،والمخيم في حالة حرب طاحنة،وعلى إبراهيم الذي سيعود اليوم من عملة ليجد المخيم بهذه الحال.. وتعالت هتافات الصبية هناك،كانوا صبية صغار،لم يتجاوز أكبرهم الثامنة عشر عاما،صبية لم يرضوا بالذل والهوان ،صبية تربوا على الدفاع عن حقهم،صبية ولدوا رجالا ،صبية لم يهتموا لا للدبابات ولا لأحدث أنواع العتاد والسلاح ،نعم إنهم صبية فلسطين، أفهم صبية حقا؟!!كان محمد من بينهم ، كان كالأسد بينهم،بسماره المأخوذ عن أبيه كان يدافع ببسالة كمن معه عن المخيم ،فكانوا يرشقون الآليات العسكرية بالحجارة والزجاجات الحارقة. لقد انتهت الساعتان ،وأمر إبراهيم ومن معه بالانصراف كان إبراهيم وثلاثة آخرين من المخيم نفسه، فقرروا أن يركبوا جميعهم في سيارة واحدة وان يتقاسموا الأجرة.ذهبوا إلى سائق سيارة أجرة وطلبوا منه توصيلهم فوافق وصعد الأربعة إلى السيارة ،كان إبراهيم أكبرهم فصعد إلى المقعد الأمامي ، ثم انطلقت السيارة قاصدة المخيم.سائلا الأربعة،قال السائق:ــ هل تدرون ما حال بمخيمكم اليوم؟رد إبراهيم في استغراب،ممزوج ببعض الخوف،لأنة من الاعتيادي الهجوم على المخيم من قبل الجيش الإسرائيلي:ــ ماذا حصل؟ــ الجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، والحال غير مطمئن أبدا، إلى الآن هناك شهيدان وعشرين جريحاً. تنهد إبراهيم بعمق شديد وقال:ــ خير إن شاء الله. الله اكبر ، الله اكبرتعالت هتافات الشباب، وانطلقت أصوات سيارات الإسعاف،لقد أصيب صبي، لقد كان محمد ،لقد كانت الإصابة في كتفه الأيسر ، فقامت سيارة الإسعاف بنقلة إلى المستشفى. بعد ذلك اتصلت إدارة المستشفى بسلمى وأخبرتها عن إصابة محمد.ذهلت سلمى عند سماعها الخبر، لقد بكت كثيرا،ابنها محمد وإصابة من جهة، وزوجها الذي سيعود اليوم من جهة أخرى. ذهبت سلمى وأحمد إلى المستشفى ،للاطمئنان على محمد لقد طمأن الأطباء سلمى على محمد فقالوا إن وضعه مستقر، وحالته جيدة،وبعد ساعتين يمكنهم أن يأخذوه معهم إلى المنزل. ارتاحت سلمى لسماع ذلك ، ولكن بفي فكرها مشغول على إبراهيم.إبراهيم ومن معه على مشارف المخيم، انه هجوم عنيف،دوي الانفجارات والقصف،وإطلاق الرصاص المتبادل يعم المكان،والآليات تنتشر على أطراف المخيم،من بعيد ومن قبل أن تصل السيارة إلى الحاجز ، أشار الجندي إلى السائق بالتراجع، فأراد السائق أن يكلم الجندي ،ليشرح له مدى حاجة هؤلاء للدخول إلى المخيم.فقبل أن يفتح فمه بكلمة واحدة ،أطلق الجندي النار في الهواء وقال له:ــ إذا لم ترجع في الحال ،سوف افجر راسك الذي تحمله.لم يعد هناك أي مجال للكلام ، تراجع السائق الى الوراء وابتعد عن المخيم فتوقف الى جانب احد الطرق وسأل الأربعة:ــ ماذا ستفعلون الآن؟رد احد الرجال:ــ إنني أعرف طريقا فرعية يمكن لها أن تؤدي إلى المخيم.فقال إبراهيم:ــ ولكنها خطرة ، فلنتراجع اليوم ،ونبيت في أي مكان لان ينتهي الهجوم.فقال آخر:ــ لا وألف لا، لو أنني متأكد من الموت سأدخل إلى المخيم اليوم ، فمنذ سبعة أشهر لم أرى فيها أسرتي، اليوم سوف أراها ،هيا أيها السائق.فقال السائق:ــ لأنني أحببتكم سوف أوصلكم ولو سأموت. ثم انطلق السائق إلى الطرق الفرعية المقصودة. عادت سلمى والأولاد إلى المنزل ومعهم محمد الجريح ، جلسوا جميعا على شرفة المنزل ينتظرون عودة إبراهيم ، كانوا خائفين جدا على أبيهم، لقد أصبحت الساعة الآن الثالثة مساءاً ولم يعد إبراهيم بعد، فجلس الجميع من دون أي كلمة، كل واحد منهم يضع الاحتمالات والنتائج التي يريد ، وقد تركوا دوي الانفجارات وأزيز الرصاص يتكلم وحيداً.انطلق السائق بسرعة كبيرة جدا على أمل أن يقطع الطريق من دون أن يراه احد ، ولكن الطائرات ترى كل شيء ، لقد رأى احد الجنود في إحدى الطائرات السيارة مسرعة باتجاه المخيم، فمن دون أي تردد وجهة الصاروخ نحو السيارة ، وأطلقه، فإذا بالسيارة تنفجر، وتتمزق أشلاء خمسة أشخاص ، أبرياء لا دخل لهم في أي شيء فتهمتهم الوحيدة أنهم يحاولون الدخول إلى بيوتهم ليروا عائلاتهم وأطفالهم!!!.وصل الخبر المشؤوم إلى العائلة ، جن جنون سلمى فأغمي عليها، وحزنت حزناً شديدا وقضت على هذه الحال مدة طويلة. ولكنها عادت لتستيقظ من جديد لتبث روح الحياة في أسرتها ، لتعمل خياطة في إحدى الورشات. لا بأس رسب أحمد في امتحانات التوجيهي لذلك العام لكنه لم ييأس وقرر أن يعيد المحاولة مرة أخرى، لينجح ويصبح طبيباً معيلا للأسرة ، فما أقواك يا سلمى؟ وما أقدرك على تحمل الشدائد. وشكرا لكم على الاهتمام وهذة القصة يا شباب التي وعدتكم ان انشرها في المنتدى ارجو ان تكون قد اعجبتكم كاتب القصة :ـFURAT HUSSEIN | |
| | | الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: سارح
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الإثنين ديسمبر 17, 2007 7:12 pm | |
| تسلم يا فرات على وضعك للقصة وما شاء الله قصة جميلة ومعبرة
والمنتدى نور بعودتك وكل عام وانت بالف خير | |
| | | مرجانة
مشرفة قسم استراحة الأعضاء
عدد الرسائل : 2785 العمر : 37 المستوى التعليمي/العمل : طالب : تاريخ التسجيل : 27/10/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: أدرس
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الإثنين ديسمبر 17, 2007 7:51 pm | |
| القصة جميلة جدا والمنتدى منور برجوعك | |
| | | ميشو
مراقب عام
عدد الرسائل : 4974 : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: لا مزاج
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الثلاثاء ديسمبر 18, 2007 1:23 am | |
| الصراحة القصة جميلة جدا جدا يا فرات ومشكور على نشر القصة في المنتدى والتي ستنال اعجاب الجميع | |
| | | فرات
عضو موهوب
عدد الرسائل : 819 العمر : 33 المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : عصبي جدا جدا : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: فرحان
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الأربعاء ديسمبر 19, 2007 2:39 pm | |
| شكرا يا شباب والمنتدى منور باهله يا حبايبي | |
| | | عضو متغيب
عضو متألق
عدد الرسائل : 2920 العمر : 38 المستوى التعليمي/العمل : __ الهوايات : عزف جيتار : تاريخ التسجيل : 20/10/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: معصب
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الأحد ديسمبر 23, 2007 2:44 pm | |
| كتير حلوة القصة يا عفريت المنتدى بتجنننننننننننننننننننننن | |
| | | jamiloo
نائب المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 393 الحالة الاجتماعية : --------- المستوى التعليمي/العمل : -------- : Personalized field : تاريخ التسجيل : 23/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: لا مزاج
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الأحد ديسمبر 23, 2007 3:42 pm | |
| قصه رائعه يا فرات وربما حقيقيه تحصل في اي مكان من وطننا الحبيب في ظل الاحتلالمشكور | |
| | | غادة
عضو مجتهد
عدد الرسائل : 66 العمر : 36 المستوى التعليمي/العمل : كوافير : تاريخ التسجيل : 10/11/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: لا مزاج
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الأحد ديسمبر 23, 2007 5:07 pm | |
| very nice furat ,,,, its graet | |
| | | فرات
عضو موهوب
عدد الرسائل : 819 العمر : 33 المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : عصبي جدا جدا : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: فرحان
| موضوع: رد: قصة قصيرة انتظار بلا عودة الثلاثاء ديسمبر 25, 2007 9:39 pm | |
| شكرا يا شباب على اهتمامكم والله يفك اسر هالبلاد عشان نبطل نكتب هيك قصص | |
| | | | قصة قصيرة انتظار بلا عودة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|