الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: سارح
| موضوع: البوم الضائع الخميس سبتمبر 27, 2007 2:39 pm | |
| في ليلة تشبه كل نهار اعتزلت الفكر، ووعدت نفسي بأن لا أفكر؛ وفكرت كيف امنع نفسي من التفكير فأصبحت أفكر كي لا أفكر ...
عذرت صديقي الذي اقتلع عينه بحثا عن نظر؛ فلم يجد النظر.
وبعد ان تركني بتساؤل يطلب مني فيه محاولة إيجاد وجهة نظري ؛ لم أجد مفرا من أن اختصر الوجهات وكرهت ان تصبح أول وجهة ابحث عنها هي مكان ذلك الصديق .....
خرجت ابحث عن الجنون في الظلام ؛ اعتقدت مخطئا أنه يمكن لي تلمس دربي متتبعا كل اشارات الغي على تقاطع طرق الهداية مع أزقة الضلال ؛ مستمعا لكل صخب يصاحب صرخات عقل يتعارك مع الأفكار ؛ فذلك هو مكان صديقي دائما وأبدا ........
وصلت الى حيث بيته المغلق ؛ منزل الجنون دائما محكم الاقفال حتى نوافذه ستائرها من الحديد ؛ لأن الضوء لا يستطيع غمر أشعة الظلام في داخل ذلك العقل . ألم أقل ذات حوار أن النور بقعة ظلام بيضاء . رأيت بعضا منها على جدران ذلك المنزل ....
بقعة سقطت سهوا من أحد اعمدة الشارع على باب ذلك المنزل ؛ فكان القدر يحرك حتى العفوية في تصرفات الفوضى ؛ ففهمت للمرة المليون أن تناسب الزمان والمكان يلغي احتمال الصدف ..
نبالغ دائما في وصف الامور بغير حقيقتها ، نتلفظ بكلمات ننكر فيها دون وعي حقيقة رضوخنا المطلق الى القدر ، نحاول دائما رفض فكرة التحكم والسيطرة على مجريات حياتنا نقول دوما : حظ ، صدفة ، احتمال ، متوقع ..
ولكي نلتزم بأقل علامات الالتزام غير المعلن الى القدر ، ندون في نهاية كلمة توقيع يبرر خطأنا المبتديء ؛ تنسرق العادة من اللسان لتختم كل كلمة من تلك الكلمات بقولنا : سبحان الله .
رأيت قصاصة ورق معلقة كتب عليها ( ابراهيم أنا في المقبرة ) .. كانت كلمات مبعثرة بين حروف اختفت في كثرة علامات الاستفهام . ولكنني قرأت الجملة رغم تباعد الكلمات واختفاء تراكيب الجمل ...
تراجعت قدمي وهممت بالذهاب اليه حيث يكون ؛ امشي بخطى تدق في ذهني عروضا واوزانا تساعد المنطق على التناسق في رقصاته على ارض مليئة بمعطيات الادراك والاحساس ؛ دفع ذلك الترنم جمهور غفير من الأسئلة يعتمرون علامات التعجب ؛ الى النزول الى قاعة الرقص في بهو ذهني ..
ولأنني لم اعد قادرا على توقع اسباب دوافع ذلك الصديق ، غسلت يدي من محاولة فهمه ، ولم يعد يهمني أن اظن أو اعتقد في كل عمل دأب على مفاجأتي به ، ولم يبقى لي الا التفكير في نفسي ، اعاند الوقت بتجاهله فلا اعطيه فرصة سجني في حساب مروره ، اجعل كل الزمن يجري في داخل عقلي فاقطع على كل شيء حولي فرص الهائي . فأكون في تحرك لا ارادي كيان كامل يحتوي مكانه وزمانه ..
اترنم بأسئلة أخرى بعيدة عن بداية تفكيري وحتى نهايته .
لماذا قرأت تلك الكلمات فقط في ورقة مليئة بكل الحروف والعلامات ؟
أنا
ابراهيم
المقبرة
في
لماذا التقط عقلي تركيب تلك الجملة دون غيرها ؟ لماذا لم أقرأ تلك الكلمات في جمل أخرى
انا في المقبرة ابراهيم
انا المقبرة في ابراهيم
أنا في ابراهيم المقبرة
أنا ابراهيم في المقبرة
وكل احتمالات اخرى ممكنة تبدا باي كلمة اخرى تتبعها بقية الكلمات ؛ هل المعنى دائما متواجد حتما في تصورنا .؟ هل يسبق المعنى قراءتنا للكلمات والجمل .؟
يبدو اننا نقرأ ما نريد لأنفسنا ، نرتب المعاني بحسب أولويات احساسنا نحو الكلمات ...
الغرور جعل عيني تلتقط ما يملأ احتياجه لينمو ؛ يدفعني ان ارى اسمي في كل مكان ؛ فكانت اول كلمة ( ابراهيم ) ..
تلك الأنا يجب أن توثق غروري لذلك كان يجب أن التقطها وان اتبع بها اسمي ، ان كان الغرور يشبهني فلابد أن امتلكه ؛ فكانت الكلمة الثانية ( أنا ) وكان الجزء الاول من الجمل ( ابراهيم أنا ) ..
وبعدها يأتي الفضول متوجها نحو معرفة مكان غروري او ماذا حدث له . يجب ان أطمئنه باحتواء زمانه او مكانه . فضول يحاول ايجاد الظرفية يجر كياني الى حيث يشبع رغباته . فكانت الكلمة التالية ( في ) وكان الجزء الجديد من الجملة ( ابراهيم أنا في )
ولأن الخوف دائما يرمي بنفسه ليبعثر كل اعتزازات النفس ويربك كل راحة تحققت باشباع الفضول وامتلاك الغرور وتحقيق الأنا . كان اقوى ما يؤهله الى اكتساب معركته ان يطرح اول تلك المخاوف في اجندته . لم يكن الألم ؛ ولم يكن الوحدة ، بل كان تكاملا فريدا في معنى يجمع كل مخاوفنا نحو ظرفية مكان لا نملك خيار التواجد فيه ، او زمان لا نستطيع التحكم بسريانه . كان المعنى ( الموت ) متجسدا في كلمة جمعت كل ضحاياه ( المقبرة )
فكانت الجملة على غير ما ارادت كل مشاعري ، على عكس كل ما ارادت نفسي باستباق معاني تخصها لتطبع بها ظاهر تلك الكلمات لتكتشف بدون وعي يوقع في داخلها الحسرة ؛ ان الجملة لا تخصني اطلاقا فكانت ...
( ابراهيم أنا في المقبرة )
ما أشبه السير في الطريق الى المقبرة برحلة الحياة نحو الموت ، تبدأ انوار الشوارع بالتلاشي كإشراق زهرة الشباب في عمر الانسان ‘ تزداد الأرض وعورة وكأنني ادوس تجاعيد نحتت في جبين الاربعين ، ابتعد عن الناس وافقد اصواتهم فكل خطوة نحو النهاية تزيدني وحدة وانعزالا ، تختفي من حول الطريق كل الاشجار ويتكسر الرصيف كتجارب تشتت قيمها مع الرحيل .....
وها ( أنا ) أمام جدار مرتفع ، عجبا .
من بنى مثل هذ السور...هل سأل نفسه ماذا يريد منه ..؟
لا هو قصر فنحفظ من في داخله وما يحتويه ؛ ولا هو سجن نمنع به الاموات عن الخروج الينا ..
اهو الخوف من اجساد لم يعد هناك شيء يخيفها . نتخيلهم اوراحا لا تموت فلا نملك الا الهروب منهم ..
وبماذا ستهدد الميت ..
بالموت ..؟
ام انه الحرص على قداسة قبور تجمعنا حولها لنقدم كل العزاء والدعاء ؛ لا نعرف قيمة ان يكون الانسان حيا وكفى ؛ حتى يصبح في حفرة تتوجه عبرة تستحق التقديس ، اين كنا منهم وهم بيننا يتكلمون ، ام ان صمتهم الآن هو دليل حكمة الاقدار على دناءة الكلام حال الفناء .
دخلت من باب يغالط طابع الاسوار مفتوح على مصراعيه تدلجه حتى الكلاب ؛ اتبع غناء لا يشبه غيره . ووصف سواد المكان معنى يفوق سواد ليله ؛ اتبع الصوت واقدامي تتقافز من فوق الاضرحة . اخاف على الموتى الم التدنيس بخطى حي يتألم ؛ يمشي فوق اجساد لا تتألم ..
هاهو المجنون يتكيء على حجر ضريح بارز .
لأول مرة ابحث عنه ..
في داخلي ركود يقيدني ملله . اريد ارباكه حجرا يسقط ليحرك سطح الخمول .
يا صاحبي لا ترحب بي حتى تخبرني مالذي اتى بك الى هنا .؟
وبعين من حجر وضعها مكان عينه يلتفت مبتسما وانوار مصباحه تتكسر على ملامح وجهه تخلق ظلالا تعلن عن جانب عقله المظلم ..
لن ارحب بك في عالم لا ضيافة فيه
الا تعلم ان الموتى ضيوف على عتبات دار أخرى ..
ينتظرون الضيافة
انظر الى هذا الحجر نقش عليه اسم
في عالم مليء بالهويات يا ابراهيم مازال الانسان يحملها حتى الى قبره
يخافون اختلاط العظام بالعظام فيذهب نصيب الزيارة لعظم ليس ذو قرابة
ما اقبح الأحياء يا ابراهيم
يحسدون حتى العظام
لم تخبرني لماذا أتيت هنا .؟
ذاكرة مليئة بالصور تفتقد الألوان .
حملتني الى حيث كنت اصاحب غيرك
صديق يا ابراهيم
حين ادرك تشابه الليل بالنهار في عالم الانسان
وتطابقت الايام تلو الايام
فهم ان البصر خدعة تمنع الناس من رؤية بقية العالم
يخيفهم الظلام وهو في داخلهم يعشعش
فأصبح واقعهم سكين يقتسم الحقائق
بين نهار وليل
اضاءة وعتمة
نسي الانسان انه حين فكر ذات غباء اعتقد انه مصدر النور
واذا به يكتشف ذات معرفة ان الاشياء كلها هي من تكشف لها عن نفسه
وكل ما عليه ان ينظر
فهل نظر ....؟
لا ..!
عندها فهم صديقي الذي ارى فيه نفسي اكثر منك
ان العين زائدة لزيادة النهار
فارسل الاحساس يدله على الطريق
اتيته ليخبرني كيف يفعل ذلك
لانني افكر في معرفة وجهة نظر عيني الأخرى .
يا صاحبي اخبرني كيف اعيش بلا عقل
واقتل الافكار في مهادها قبل نموها لتصبح مراهقة تزعج استقراري
اختفت الحروف من لساني ولم تختفي معانيها من عقلي
الكلام جسد الافكار
قتلت كلماتي ولم اتخلص من الافكار
ابراهيم
ارأيت انني عرفت مابك قبل ان تخبرني
لذلك علقت الورقة
لتكتشف اجساد كلمات قطعت اوصال حروفها
فجمعتها لتحييها مرة أخرى
اتعلم لماذا ..؟
اخبرني .. لماذا . وكيف ..؟
لان الافكار ارواح كلماتك مازالت عالقة في ذهنك
تنتظر يوم لا تختلط فيه الحقائق
لتبعث الاجساد كما خلقت اول مرة صادقة توزن عليها الافعال
يا صديقي عقلك مقبرة الكلام
وعالمك المليء بالهويات والقوانين يتلاشى كلما تقدمت الى المقبرة
انوار الدنيا الزائفة تخاف ملامسة حقيقة النهاية
فأنت الآن يا ابراهيم
حاضر في عقلك
فلا تبحث عن الرؤيا ببصر خادع
واترك لنفسك الاحساس
تلمس في الظلام طريقك
ليصبح النهار اكثر اشراقا
ابحث في داخلك عن شيء يحس ويسمع قبل ان يرى
ابحث في داخلك عن كائن يلتقط الابسط من الادراك ليبني عالما من الاحساس
ابحث كما اتيت هنا ابحث
عن نفس الكائن
دأب يصيح ينادي الارواح ليوقظ الاجساد
هاهو قادم ابتعد عنه يا ابراهيم فلست من عالمنا
ولن يراك حتى تصبح حسا لا مجرد شيء يعكس النور في النهار ليضيع في الليل
ابعد عن بومي
سيحط على كتفي .. | |
|
فرات
عضو موهوب
عدد الرسائل : 819 العمر : 33 المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : عصبي جدا جدا : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: فرحان
| موضوع: رد: البوم الضائع الأحد سبتمبر 30, 2007 6:15 pm | |
| | |
|
الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: سارح
| موضوع: رد: البوم الضائع الإثنين أكتوبر 01, 2007 5:26 pm | |
| مشكوووووووووووووور على المرور اكيد انت اتعبت في قرايتك للقصة "غلبناك معنا" | |
|
moonlight
قمر المنتدى
عدد الرسائل : 1944 العمر : 31 المستوى التعليمي/العمل : طالبة الهوايات : كل شي : Personalized field : تاريخ التسجيل : 24/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: أفكر
| موضوع: رد: البوم الضائع الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 10:56 am | |
| شكرا كتييييييييييير قصة حلوة بس طويلة يسلمو ايديك | |
|