2008: أمة ما زالت تبحث عن بطل ؟

سلطان العنايشه ـ الجزيرة توك ـ الدمام

قد
يبدو أن سأضع قدمي على العام الجديد وأنا أحدثكم عن فارس يلتقط سيفه
ويمتطي جواده لينتشلنا من كل الذي نحن فيه وقد يبدو العنوان محفزا لدى
البعض لتذكيره بالأبطال وأساطيرهم ودور البطل و إدخاله في دهاليز عام جديد
لاكتشاف بطل يأتي مرة أخرى من تحت الركام مشمرا عن ساعديه لينتشل أمته
التائه ويقودها إلى الحرية والرخاء! والحقيقة أن الوضع أعقد من أن يبسط
إلى هذه الدرجة, وقد يكون البطل في حالتنا هذه رمزا لتوافر إرادة حقيقية
للتغيير لكن دعوني استأذنكم قليلا لأبدأ الموضوع من باب آخر ومن زاوية
أخرى دعوني أدخل لموضوع البحث عن بطل من باب فقدان بطل إذ أن فقد الشيء
يستقضي البحث عنه والبحث عن أسباب فقده..

إن وجود الأبطال في حياة
الأمم ما هو إلا رمز لمرحلة توافرت فيها الإرادة الحية والفعل الصحيح وقاد
رجل فيها ضفة التغيير والتطوير بمجهوده البشري وأحيى ما كان لا يرجى منه
واستعان بكل الإمكانيات الممكنة والغير ممكنة في تدعيم خطة عمل لتغير
الوضع وتحسينه والنهضة به للأمام , وقد يبدو للبعض بعد كل هذا أن السبيل
لوصول الأمة العربية للغة العصر والمستقبل محال أو أنه في حكم الأجيال
القادمة وأعتقد أن كلمة الأجيال القادمة قد شبعنا وارتوينا منها في العالم
العربي ,فالنهضة والتطوير والتغيير ليست مستحيلة لكي تؤجل إلى أجيال
قادمة! ومن يقول أننا سنتطور عندما نصل إلى الأجيال القادمة وأن طريق
النهضة والتنوير سيبدأ مع الأجيال القادمة فكأنه حكم بالموت المطلق على
هذا الجيل والذي يليه.

طريق
التنوير في العالم العربي قد بدأ ولن يأخذ وقتا في عمر الأمم والعالم
العربي كل معادلات القوة فيه قد بدأت بالتغيير ومن يعتقد أننا غير قادرون
على النهوض وأننا في حكم الموتى فالأفضل له أن يبتعد عن الطريق ويدع آخرين
يكملوا المسيرة,لا تعلَوا رؤوسنا بالحديث عن أننا نحتاج مئات السنوات
الضوئية للنهوض وأننا غير قادرون حتى على مقارعة الكبار وأننا في العالم
العربي متخلفون ولا نستطيع مجاراة العالم في تطوره وأننا محكوم علينا
بالموت هذا الكلام انتهى تماما من قاموس الجيل الجديد والأحداث أثبتت أن
هناك بصيص أمل ونور يشع وأخذ يتسع أكثر فأكثر وحتى الجيل الحالي فالكثيرون
لو توافرت لديهم الإرادة الحرة لبدأت مسيرة التغيير والتطوير تخطو خطوها
نحو الوجهة الصحيحة.

انتهى
العصر الذي يقال فيه أننا كعرب لا نستطيع بل نستطيع ونصف وأكثر, من يقول
أننا محكوم علينا البقاء في عصور الضعف والهوان فهو واهم نعم نحن في مأزق
نعم الوضع متدهور نعم هناك أعداء يتربصون وأعداء موجودون بيننا على
الخريطة لكن كل هذا لا يمنع أن مسيرة النهضة قد بدأت ولن تتوقف.

في
العالم العربي كل الإمكانيات متوافرة للنهوض من القاع لا نحتاج إلى كثير
من الوقت كل ما نحتاجه إذا توافرت الإرادة الحرة هو بحدود قصوى عشر سنوات
والوضع يتغير إلى الأفضل نعم إني ألمح أن العجلة بدأت بالدوران, إن هذا
الجيل والجيل الجديد استقيظ على مآسي في عالمه العربي في كل مكان واستيقظ
على قضية جامعة له وهي قضية فلسطين حيث زرعت في منتصف عالمه ووضعت له
بالمرصاد كحارس لكل مشروع لا يهدف لمصلحته وهو يعرف أن قضية نهضته مرتبطه
بشكل أساسي بتعامله مع إسرائيل وإسرائيل بسياساتها الجديدة والقديمة تثبت
هذا الشيء وتؤكده,هناك مئات المشاريع والخطط
والدراسات التي خرجت في عام 2007 لكي تقيس نبض الشارع العربي ونبض قادته
في التغيير وهناك آلاف الأوراق التي صرفت في خطط للسيطرة على المنطقة
وإرجاعها إلى العصور الحجرية وهناك سيل همام من الجنود والعساكر وكل أنواع
الأسلحة في العالم العربي كلهم جاؤوا هنا في "المنطقة المركزية" لكي يثنوا
أي إرادة منبعثة تتشكل في أن تقف على أقدامها وتخطو خطواتها لكنهم لن
يستطيعوا الوقوف أمام مسار الطبيعة حتى لو حاولوا جاهدين..نعم البعض هنا
يعتقد أننا نبيع كلاما رخيصا عن أننا سننهض؟ وأقول لا بأس اعتبروه ما
تعتبروه فلعل الكلام الرخيص يثمر أكثر من إثمار الكلام المعقد الذي ينظر
إلى أن التطوير والتنوير والتغيير والنهضة كلها في سلة واحدة في حكم
المؤجل إلى الأجيال القادمة نعم لقد بدأت العجلة في الدوران ولن تتوقف
فالطبيعة في الاستمرارية جيلا بعد جيل.

في
بدايات عام 2008م أقول لكم لا تجزعوا ولا تخافوا ولا تهابوا شيئا نعم هناك
الكثير مما يفقد الأمل لكنه موجود أكثر من أي وقت مضى وقد يبدو البطل أحد
عناوينه المفقودة لكن ما يفرحني جدا أننا نتغير وانتقلنا من مرحلة الجمود
الكلي إلى مرحلة أخرى قد لا نستطيع قياس تأثيرها علينا حاليا لكننا
انتقلنا من الجمود الكلي إلى شيء آخر والشيء الآخر يبدو العنوان الأبرز
فيه (أمة ما زالت تبحث عن بطل؟).

في العالم العربي كل الإمكانيات متوافرة للنهوض من القاع لا نحتاج إلى كثير
من الوقت كل ما نحتاجه إذا توافرت الإرادة الحرة
الله يعطيك العافيه يا هشام

الله يعافيك اخي جميلو
ومشكور على المرور

حلو

» معلومات عن عام 2008
» لا تنسوا غزة ما زالت تحت الحصار
» حتى الشنط تبحث عن الدفء في الشتاء ☼
» المرأه طفله بريئه تبحث عن الامان في الحب
» 2008 [Top Car