ذاكرة بوش الإلكترونية في خطر...
والحقّ على الـ System
كما في العراق كذلك في البيت الأبيض وتحديداً في أرشيفه الإلكتروني. مصير واحد تتخبّط فيه إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، وبدل أن تبحث عن مخرج تحفظ فيه ماء الوجه بعدما أضاعت آلاف الرسائل، فإن الناطقين باسمها ينفون تقارير عن مشاكل نظام الأرشفة في البيت الأبيض، ثم يهمسون مقرّين بالأمر.
كل رسائل الرئيس الإلكترونية ــــــ وبالأخص تلك التي تلقّاها حتى نهاية عام 2005 ــــــ مهدّدة بالزوال أو الضياع، فإدارة الرئيس الأميركي اعتمدت نظام أرشفة «لا يتأقلم مع حاجيات مكاتب الإدارة»، وفق ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن خبراء في شؤون التكنولوجيا اطّلعوا على وثائق البيت الأبيـــض.
وذكّر الخبراء بأن إدارة بوش تخلّت عن نظام الأرشفة الذي كانت قد اعتمدته إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وأن ما اعتمدته قد أدى ربما إلى ضياع الرسائل الإلكترونية والوثائق التي تؤرخ للسياسات وقرارات الإدارة الأميركية فيما يخص الحرب على العراق.
وكان متحدثون باسم البيت الأبيض قد أعلنوا الأسبوع الماضي أن «لا سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن أيّ رسالة إلكترونية دُمرت أو ضاعت». فصدّق المهتمون هذا الكلام ليتبين أن إدارة بوش كذبت مرة أخرى، وأن العاملين فيها كانوا يتغاضون أو لا يعلمون بمشاكل الأرشفة الإلكترونية المعتمدة لديهم. وبعد أيام قليلة على هذا الإعلان، صدر تقرير أعدّه مجلس استشاري في البيت الأبيض، وجاء فيه أن 473 رسالة ضاعت (أو لم تتمّ أرشفتها) وكانت قد أُرسلت إلى البيت الأبيض في أيام متفرقة من عام 2005، كما أنه لم تُحفظ أيّ رسالة وصلت إلى بوش أو نائبه ديك تشيني في 17 و20 و21 كانون الأول 2003 أي في الأسبوع الذي تلى عملية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العاملون في البيت الأبيض مشكلة في حفظ الرسائل الإلكترونية، فخلال عهد الرئيس كلينتون ضاعت مئات الرسائل،
وواجهت إدارته أسئلة الكونغرس، وفيما قال عاملون في البيت الأبيض إن المشكلة مرتبطة بعملية تحديث نظام تشغيل الأرشيف الإلكتروني، ذهب متّهمو كلينتون إلى أن الرسائل لم تضع بل جرى محوها لأنها مرتبطة بقضية علاقته بالمتدربة السابقة لديه مونيكا لوينسكي.
بعد ذلك اعتمدت إدارة كلينتون نظام أرشفة جديداً أثبت فاعليته، لكن بوش الذي انقلب على معايير كثيرة أرساها سلفه، والغافل عن شؤون التكنولوجيا قرر التخلي عن النظام الفعّال والاستعانة بما يُعجب أعوانه. وقد وُجهت انتقادات كثيرة من جانب مختصين ضد نظام الأرشفة الجديد في البيت الأبيض، ومن أبرز المجموعات المعارضة لهذا النظام مجموعة «واشنطن من أجل المسؤولية والأخلاقيات» التي تقدم أعضاؤها بدعاوى أمام المحاكم الفدرالية متهمين إدارة بوش بالعجز عن حفظ أرشيفها وبريدها الإلكترونيين.
الرسائل ضاعت إذاً وذاكرة بوش الإلكترونية في خطر، وتبدو إدارته أمام مأزق جديد قد تستجدي فيه قراصنة المعلوماتية ليستعيدوا رسائل الرئيس إذا عجزوا الخبراء الرسميون عن ذلك.