موضوع: هل حنّّط الفراعنة الأسود ؟ الأربعاء فبراير 13, 2008 3:57 pm
قبل ان تنطلق بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم التي نال المنتخب المصري لقبها مساء الاحد بجدارة، تبارت وسائل الاعلام العربية والأجنبية باجراء استطلاعات الرأي حول المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب، وبالطبع لم يكن منتخب مصر من المرشحين، بل كانت التوقعات لدى الغالبية العظمى من المتابعين بأن يودع البطولة مبكرا، وتنحصر المنافسة على اللقب بين منتخبات أخرى تتفوق عليه في العدة والعتاد، وعلى رأسها منتخب الكاميرون وساحل العاج، وغانا مستضيفة البطولة.. لكن منتخب "الفراعنة" كما يحلو للكثيرين تسميته قلب الطاولة على رأس الجميع، وبدا منذ البداية عازما على الذهاب بعيدا في البطولة، والتمسك بحظوظه في المنافسة على لقبها من أجل العودة الى القاهرة حاملا الكأس، ومحطِما رقما قياسيا جديدا بعدد مرات الفوز به.
وكانت البداية صاعقة حينما حقق فوزا عريضا على منتخب "الأسود" وهو اللقب الدارج لمنتخب الكاميرون الذي يعج بالنجوم المحترفين في الملاعب الاوروبية، كانت النتيجة وهي أربعة اهداف مقابل هدفين مفاجئة للجميع، واعطت مؤشرا واضحا بأن الفراعنة قادمون.. وبقوة.
تلك النتيجة ورغم قسوتها لم تثني من عزيمة منتخب الكاميرون، واستطاع بعد أربعة ايام منها فقط تحقيق فوز كاسح على زامبيا بنتيجة بلغ قوامها خمسة اهداف مقابل هدف واحد، قبل ان يعود ويدك شباك السودان بثلاثية نظيفة، أكدت انه منتخب مرعب، ولن يرضى بأقل من الكأس، وما أكد ذلك انه تمكن في مباراة الدور ربع النهائي من التفوق على منتخب تونس القوي، الامر الذي أوقعه في مواجهة نارية مع اصحاب الأرض في الدور نصف النهائي، وقد تمكن بقوة لاعبيه الخارقة من التفوق فيها بهدف في قلب العاصمة اكرا، وامام عشرات الالاف من المشجعين الغانيين المتحمسين.
منتخب مصر بدوره بدا متذبذب في اداءه من مباراة لأخرى، فبعد بدايته القوية امام الكاميرون نجح بالتغلب على منتخب السودان (أضعف فرق البطولة) بثلاثية سهلة، بعدها سقط في فخ التعادل مع منتخب زامبيا بهدف لمثله، وهنا بدأ الخوف يسري في قلوب المصريين، وعززه الفوز الصعب في ربع النهائي على منتخب انغولا قليل الخبرة، وفي الدور نصف النهائي كان المنتخب المصري مطالبا بالتغلب على منتخب ساحل العاج إن هو اراد الوصول الى المباراة النهائية، ورغم صعوبة المهمة حقق "الفراعنة" انتصارا باهرا، وبنتيجة لم يكن ليتخيلها أحد، وخرجوا فائزين باربعة اهداف مقابل هدف واحد، وسط ذهول "دروجبا" وزملائه الذين كانوا يمنون النفس بالثأر لخسارتهم في نهائي النسخة السابقة التي أقيمت في مصر، لكنهم فشلوا في ذلك، وكرسوا مقولة ان منتخب مصر هو العقدة الأزلية للعاجيين.
فوز الكاميرون على غانا، واكتساح مصر لساحل العاج في مباراتي الدور قبل النهائي، أكد بجلاء ان نهائي البطولة سيكون بمثابة "معركة" لن يكون الانتصار فيها سهلا، بل سيجد كلاهما صعوبة كبيرة، فالأول يريد محو آثار الهزيمة القاسية التي مني بها في الدور الاول، ويسعى للعودة لمنصات التتويج للمرة الخامسة في تاريخه، وهو نفس عدد مرات فوز مصر، بينما يريد الثاني تاكيد جدارته بالفوز، والحفاظ على اللقب الذي أحرزه قبل عامين، والأهم من ذلك تحطيم الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب، فضلا عن رغبته بالمشاركة في بطولة كأس العالم للقارات، وهي بطولة تجمع بين المنتخبات الفائزة في البطولات القارية.
ولم تخيب التوقعات هذه المرة، فالمباراة جائت قمة في الاثارة، وقدم فيها المنتخبات عرضا مميزا أبهر مئات الملايين في العالم ممن شاهدوها عبر الفضائيات، وكان ممثل العرب عند حسن الظن، وتمكن بحماس لاعبيه وحنكة مدربه من ترويض أسود الكاميرون، والفوز بهدف نظيف حمل توقيع نجمه محمد ابو تريكة، صاحب الشعبية الكبيرة ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي بأكمه، ولم تتسع الدنيا فور إطلاق الحكم البنيني كوفي كودجا لصافرته معلنا نهاية المباراة لفرحة المصريين والعرب، الذين احتفلوا حتى ساعات متأخرة من الليل بهذا الانتصار، الذي أكد ان الرياضة تستطيع فعل ما عجزت عنه السياسة، وبإمكانها توحيد العرب من الخليج حتى المحيط.
الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
الأربعاء فبراير 13, 2008 3:57 pm
قبل ان تنطلق بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم التي نال المنتخب المصري لقبها مساء الاحد بجدارة، تبارت وسائل الاعلام العربية والأجنبية باجراء استطلاعات الرأي حول المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب، وبالطبع لم يكن منتخب مصر من المرشحين، بل كانت التوقعات لدى الغالبية العظمى من المتابعين بأن يودع البطولة مبكرا، وتنحصر المنافسة على اللقب بين منتخبات أخرى تتفوق عليه في العدة والعتاد، وعلى رأسها منتخب الكاميرون وساحل العاج، وغانا مستضيفة البطولة.. لكن منتخب "الفراعنة" كما يحلو للكثيرين تسميته قلب الطاولة على رأس الجميع، وبدا منذ البداية عازما على الذهاب بعيدا في البطولة، والتمسك بحظوظه في المنافسة على لقبها من أجل العودة الى القاهرة حاملا الكأس، ومحطِما رقما قياسيا جديدا بعدد مرات الفوز به. 
منتخب مصر بدوره بدا متذبذب في اداءه من مباراة لأخرى، فبعد بدايته القوية امام الكاميرون نجح بالتغلب على منتخب السودان (أضعف فرق البطولة) بثلاثية سهلة، بعدها سقط في فخ التعادل مع منتخب زامبيا بهدف لمثله، وهنا بدأ الخوف يسري في قلوب المصريين، وعززه الفوز الصعب في ربع النهائي على منتخب انغولا قليل الخبرة، وفي الدور نصف النهائي كان المنتخب المصري مطالبا بالتغلب على منتخب ساحل العاج إن هو اراد الوصول الى المباراة النهائية، ورغم صعوبة المهمة حقق "الفراعنة" انتصارا باهرا، وبنتيجة لم يكن ليتخيلها أحد، وخرجوا فائزين باربعة اهداف مقابل هدف واحد، وسط ذهول "دروجبا" وزملائه الذين كانوا يمنون النفس بالثأر لخسارتهم في نهائي النسخة السابقة التي أقيمت في مصر، لكنهم فشلوا في ذلك، وكرسوا مقولة ان منتخب مصر هو العقدة الأزلية للعاجيين. 
ولم تخيب التوقعات هذه المرة، فالمباراة جائت قمة في الاثارة، وقدم فيها المنتخبات عرضا مميزا أبهر مئات الملايين في العالم ممن شاهدوها عبر الفضائيات، وكان ممثل العرب عند حسن الظن، وتمكن بحماس لاعبيه وحنكة مدربه من ترويض أسود الكاميرون، والفوز بهدف نظيف حمل توقيع نجمه محمد ابو تريكة، صاحب الشعبية الكبيرة ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي بأكمه، ولم تتسع الدنيا فور إطلاق الحكم البنيني كوفي كودجا لصافرته معلنا نهاية المباراة لفرحة المصريين والعرب، الذين احتفلوا حتى ساعات متأخرة من الليل بهذا الانتصار، الذي أكد ان الرياضة تستطيع فعل ما عجزت عنه السياسة، وبإمكانها توحيد العرب من الخليج حتى المحيط. 
