زيارة إلى ثلاجة الموتى

زيارة إلى ثلاجة الموتى
فرقتهم الأحزاب .. وجمعتهم ثلاجة الموتى
رسالة صحفية من غزة
لم أتوقع يوماً أو يخطر ببالي أن أزور ثلاجة الموتى الواقعة في مستشفى الشفاء بغزة، رغم سنوات عمري الصحفية الطويلة، إلا أن جاءت المناسبة التي اضطرتني لزيارة ثلاجة الموتى، حيث كنت في استقبال ابن صديقتي ورفيقة دربي الأول" أحمد"، كان انتظاره طويلا، التوتر والقلق شل تفكيري مما اضطرني إلى الخروج في ساحة المستشفى لتقليل حدة التوتر وإلهاء نفسي بأي شيء، وقفت للحظة استنشق الهواء بعد الضغط النفسي الذي عايشته في قسم الولادة، وما هي إلا ثوانٍ حتى عمت المكان حالة من الصراخ والبكاء، ساقتني قدماي لمعرفة وجهتهم"، كانت الثلاجة تهتز بصراخ أقارب وذوي الشهداء، تجنبت الدخول للمكان بسبب القلق الذي يغمرني، إلا أنني استجمعت قواي ودخلت إلى الثلاجة.
كانت مشاهد لم أتوقع أن أراها في حياتي في هذا المكان بالذات –والذي هو عبارة عن غرفة صغيرة تزاحم فيها الناس وتصطف فيها عدة طوابق تضم الجثث بداخلها، وما أن وطأت قدماي المكان، حتى نسيت أنين صديقتي التي تهم بوضع مولودها الأول، كل ما يدور من حولي في هذا المكان أنساني العالم الخارجي، جثث تعج بها الثلاجة، فلم تقتصر على ابن فتح أو حماس أو حتى إنسان عادي لا ينتمي لأي فصيل " جميعهم تجمعوا في هذه الثلاجة، لم يعرفوا بعضهم من قبل أو أن واجهوا بعضهم بالسلاح، بدا كل فرد يبحث عن ذويه، هنا جثة الشهيد لؤي قنيطة، وهناك بلال الجمال، وفي الطرف الآخر الشهيد محمد الحلو ومن فوقه أمجد العمريطي، عيون دامعة تبحث عن رفيق عمرها، وقبلات امتزجت بالدموع تساقطت على وجوه الجثث، في هذا المكان لم يُفرق بين ابن فتح أو ابن حماس فكلهم سواسية في ثلاجة الموتى..
مرت الساعات وكأنها دقائق وما أن حاولت أن استجمع أفكاري وألملم جراحي حتى شاهدت ما هز كياني، فذلك الطفل "عبد الرحمن عطا الله" الذي وقف إلى جانب باب الثلاجة وهو يدق بقبضتيه عليها صراخاً على والده بصوته الذي امتزج بصراخ وأنات وعويل أمهات وأقارب الشهداء كي يسمعه قائلاً:" يابا .. يابا.. خدني معاك وما تسبنيش لحالي"، صرخاته هزت كياني وفاضت عيوني بالدموع على هذا الطفل اليتيم، حاولت أن أشيح بنظري لأتجنب مشاهدة الطفل لدموعي، وهناك ظهرت ملامح أعرفها من قبل هي ملامح "محمد قنيطة" أخ الشهيد "لؤي قنيطة" والذي تربط عائلتي بهم صداقة وطيدة، وهو يصرخ " أخي لم تركتنا، ومسيرتك لم تكتمل"، كانت نظرات "محمد "مركزة على هذا الطفل الذي يصرخ ويدق على باب الثلاجة، فما كان منه إلا أن اقترب منه وأخذه بين أحضانه ليشعره بالأمان والطمأنينة في ظل غياب السند والحامي " الأب الشهيد" حينها شعر به كأنه من أبناء إخوته، فبدأ يهدأ من روعه قائلاً له: " أبوك شهيد، وكلنا أبوك، وإنت بطل، أبوك راح الجنة، أنت بس أدعي اله"، فقام بتكفيف دمعه ومنحه الأمان.
وجاء الخبر.. اتصال هاتفي من أخت صديقتي تخبرني بولادة أختها، حتى أنني استغربت لاتصالها ونسيت ما قدمت لأجله .. وجاء صوتها على الهاتف فرحاً مهلهلاً ومهنياً:" مبروك أحمد وصل"، لفترة وجيزة سرحت في هؤلاء الأهالي وكيف هم يفقدون أبنائهم في حين تستقبل فلسطين مواليد جدد، فاضت عيني بدموع الفرحة لاستقبال ابن صديقتي وامتزجت بدموع هؤلاء الأهالي الذين فقدوا أبنائهم شهداء في محرقة غزة..
مشهد آخر توقفت لحظات عمري عنده، فهذه الأم المكلومة على ابنتها بدأت تصرخ وتولول: "يا حبيبتي يا بنتي.. ليش تركتيني يا نهاد.. من لي بعدك يا صديقتي ورفيقتي"، وصارت تشق الطريق بين هؤلاء المجتمعين لكي تلقي النظرة الأخيرة على جثة ابنتها المسجية في الثلاجة، كان وصولها صعباً وحالت إخراج الجثث للاستعداد للجنازة دون الوصول إلى جثة ابنتها، انهارت بين يدي أختها وهي تصرخ: "أريد أن أراها ولو دقيقة .. أرجوكم" عادت دموعي إلى الانهمار على هذه الأم الثكلى والتي تتمنى أن تحتضن ابنتها وتُمتع عيونها بنظرة أخيرة عليها..
حاولت جاهدة أن أمارس عملي كصحفية وأن اجري بعض اللقاءات الصحفية مع هؤلاء الأهالي، لنقل صوتهم للعالم الخارجي، إلا أن قلمي توقف بسبب التشتت والضياع الذي كنت أعيشه في هذه الثلاجة، واستجمعت أوراقي وبدأت اقترب منهم لأوصل نداءاتهم ومطالبهم لأصحاب القرار، فصرخت أم أحد الشهداء أتمنى من أبو مازن وإسماعيل هنية أن يتفقوا ويشكلوا وحدة وطنية، أما ابن عم شهيد الذي سارع إلي مقسما عليّ أن أوصل رسالته للعالم الذي يدعي الديمقراطية قائلا:"انظروا إلى أطفال الشهداء الذين يسقطوا كل يوم،وما لهم أي ذنب سوى أنهم فلسطينيين.

في هذا المكان لم يُفرق بين ابن فتح أو ابن حماس فكلهم سواسية في ثلاجة الموتى..

اللهم تقبل شهداءنا
الى جنات الخلد ان شاء الله

لا حول ولاقوة الا بالله
مأساه حقيقية بالفعل
يعني ما ذنب هذا الطفل البريء حتى يفقد والده؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل

لا حول ولا قوة الا بالله
رحم الله شهدائنا

وما لهم أي ذنب سوى أنهم فلسطينيين.

لا حول ولا قوة الا بالله

ماكس

في هذا المكان لم يُفرق بين ابن فتح أو ابن حماس فكلهم سواسية في ثلاجة الموتى
هذا هو اساس الصراع مع اليهود الانذال
الصاروخ الذي سقط لم بفرق بين رجل حماس ورجل فتح فسقط وقتل كل واحد امامه
متى نقراء هذا الكلام الجميل بعين اخرى
وهي عين اننا في المصيبة سواء
ومن يشك في ذلك فذلك هو العميل الذي لا يعرف معنى الشعب الواحد
والخيار الواحد والعدو الواحد
وان اشد على كلام الصحفية بنت القسام فهي في غزة تنقل الينا الواقع بعين الحدث في زمانه ومكانه
واخيرا اتمنى من الله ان يعرف الشعب هدفه ويوحد صفه
وشكرا الك اخت بنت القسام على هذه المقاله التي اتمنى ان تجد آذان صاغية وقلوب واعية
وعقول مستنيرة اللهم اميييييييييييييييييييييييييييييييييين

ان شاء الله يا جنيدي

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وأجو ان يجعل شهدائنا في جنات الخلد
والله يفك الحصار عن غزة ويفرج عنهم بما هم فيه من البلاء

رح ينفك الحصار ان شاء الله مثلما انفك واندحر الاحتلال
قولوا اميييييييييييييييييييييين

اميييييييين
الله ينصر المسلمين في غزة وفي كل مكان على وجه الارض

امين يا رب
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم ارحم شهدائنا الابرار وادخلهم فسيح جناتك يا رب العالمين

اللهم احيينا سعداء وامتنا على الحق شهداء

جزاك الله خيرا

مشكووور عالموضوعجزاك الله خيرا

مشكووور عالموضوع

تمت المرور على المووضع والاطلاع عليه
مع كل الشكر والتوفيق لواضع الموضوع
مشرف القسم
سراج الاقصى

» مقبرة في أعماق المحيط لعشاق البحر الموتى
» ثلاجة للمطبخ شفافة
» نادر السعودي عاد للحياة بعد 13 ساعة في ثلاجة المشرحة
» الرئيس الأمريكي في زيارة لدبي
» صور جديدة 2008 جماعية نانسي & هيفا &* اليسا خلال زيارة خاصة