"هذا بيان للناس ولينذروا به"
لمواجهة محرقة غزة.
بسم الله الرحمن الرحيم
"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ" (الأنعام: 1)، وأشهد أن لا إله إلا الله مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المجاهدين، وسيد الأولين والآخرين ،ومن تبعه من الرجال الصامدين إلى يوم الدين، وبعد
فإننيي أستحث الضمير الإنساني أن يقف صفا واحدا أمام هذا الطغيان الصهيوني على الرجال والنساء والولدان في قطاع غزة، وأدعو إلى ما يلي:
1. التظاهر السلمي المستمر والإضراب عن العمل ليوم واحد من كل غيور على القدس وفلسطين وشهداء وجرحى غزة، ليعلنوا الغضب العارم الذي يلفت أنظار العالم إلى أننا لن نسكت على هذه المظالم، وأن يتصاعد هذا التظاهر والإضراب حتى تعدل الأنظمة مواقفها المخزية في الذلة مع الظالمين والخذلان للمظلومين، كما يقول الشاعر:
إن احتدام النار في جوف الثرى *** أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده *** سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا *** أقوى من الجبروت والسلطان
2. يجب التواصل مع هيئات الإغاثة الإنسانية في كل بلد أو إنشاؤها من جديد إذا لم تكن ثمة مؤسسات للإغاثة الإنسانية وتقديم كل المستلزمات الطبية والتموينية لأهلنا في غزة، وهذا فرض على كل مسلم يملك ما يزيد عن حاجته الضرورية.
3. أرجو أن يتحمل الأئمة والخطباء مسؤوليتهم أمام الله في جمع المسلمين بالمساجد وبيان واجب الجهاد ضد الصهاينة المعتدين والمساندة الكاملة لإخواننا في فلسطين وأن يقنتوا في كل صلاة على الظالمين والمساندين لهم والساكتين عليهم، وأن يستحثوا المسلمين على الصيام والقيام الجماعي والتذكير بقوله تعالى: "لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ" (التوبة: 44-45).
4. أعتقد أنه من الواجب الحتمي على وجهاء كل قرية ومدينة ومحافظة وبلدة أن يرسلوا وفودا ممثلة للقواعد الشعبية تعلن للمسؤولين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية، والشرعية والإنسانية نحو فلسطين عامة وأبنائنا وبناتنا في غزة خاصة، وتشكيل جماعات للضغط السلمي على هذه الأنظمة حتى تتراجع عن هذا الاستخزاء الردئ.
5. أتوجه إلى مؤسسات الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أن يتحملوا مسوؤليتهم في الجهاد الإعلامي، وكشف جرائم العدو الصهيوني، وتجلية الأوضاع المأساوية في غزة. وأن يتوقف الأحرار من الممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات والمطربين والمطربات عن التمثيل والغناء إلا في اتجاه واحد وهو المساندة لهؤلاء الموتورين وإعلان الغضب في وجه الصهاينة المعتدين.
6. أتوجه إلى شبابنا الأحرار في الأندية الرياضية الذين تتعلق بهم قلوب الشباب والفتيات أن يكونوا جميعا مثل هذا اللاعب المحترف المتميز المسلم الحر أبو تريكه وسوف يتضاعف حب الله لكم، وتوفيقه إياكم، وحب المسلمين في العالم العربي والإسلامي.
7. أن يعلن التجار المسلمون والمستهلكون أجمعون المقاطعة لجميع السلع الإسرائيلية أو التي تنتجها الشركات التي تتبرع للكيان الصهيوني.
8. أدعو الأئمة والخطباء والصحفيين والشعراء والكتاب والأدباء أن يثروا المنابر الشرعية والثقافية والإعلامية بأدبيات المقاومة ، وأن يبعثوا رسالة الأمل وأن ضراوة الأحداث تزيد الأمل في الله الذي توعد بإهلاك الظالمين، ووعد بنصر المؤمنين، بل جعله حقا عليه سبحانه فقال: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (الروم: من الآية47)، وأن يقوموا بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما تجمع الأحزاب لاستئصال أهل المدينة وبدأوا في حفر الخندق فكان يقول مبشرا وباعثا للأمل ومجتثا لبثور اليأس: (الله أكبر فتحت خيبر، الله أكبر فتحت فارس، الله أكبر فتحت رومية)، وتحقق نصر الله للمؤمنين ورد الله الذين كفروا لم ينالوا خيرا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن نغزوهم ولايغزوننا).
" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" (يوسف: من الآية21).
و "سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" (الطلاق: من الآية7).