وسام على جبين العز
إلى روح القائد الشيخ الشهيد أحمد ياسين في ذكرى استشهاده الرابعة
للشاعر /خضر محمد أبو جحجوح
ياسيـنُ زانـت وجهَـك الأنـوارُ والعِـزُّ والإيـمـانُ والإصــرارُ
بل أنت زدت النور نـورا يزدهـي والفجر تنشـق عطـره الأسحـارُ
فعلـى جبينـك بهجـةٌ وضَّــاءةٌ وتعـاظـمٌ وتـألــقٌ ووقـــارُ
وتبـسُّـم وبــراءةٌ وطـهــارة ورسـالـة قدسـيَّـةٌ وقـــرارُ
هذا وداعـك فيـه يأتلِـقُ النَّـوى وبـه تآلـف شعبُـنـا الجـبَّـار
دمع القُلـوب الصَّابـرات حكايـة قُدسيـة فـي نُورِهـا الأســرارُ
صرخت دموع الثأر بين جوانحـي وتأجَّجَـتْ فِـي مُهجتـي الأوتـارُ
وتصاهَلَتْ خيلُ العواصف في دمـي وتلهَّبَـت فـي مُقْلَـتـيَّ الـنَّـارُ
قَسَمـا حبيبـي لـن تُفـلَّ قناتنـا أبـدا ولـن يهنـا هُنـا الفُـجَّـار
فكتائـب القسـام أقسـم جُنـدهـا وتقـدَّمـوا يرعـاهـمُ القـهَّـارُ
والعُـرْبُ يـا للعـرْبِ أمَّـةُ ذِلَّـةٍ حُكَّامـهـا بنيانـهـا المـنـهـارُ
فليمتشـقْ عـزَّ الكرامـةِ فَـارسٌ ولينطلـق مـن أسرهـا الأحـرَارُ
حتى يرفـرف بالشمـوخ إباؤهـا وعلـى القِبـاب يلفُّـه المـغـوارُ
*** ***
هي ذي الحماسُ وجيشهـا الجبَّـارُ غضـب تَفـور ومرجَـل مــوَّار
ستذيقهم كأس المنـون صواعقـا بلهيبـهـا تتسـاقـط الأســوارُ
وبكل جحـر مـن جحـور عدوِّنـا سيلفُّهـم رعْـبُ الدُّجـى وسعـارُ
فدمـاء قلبِـك يـا حبيـبَ قُلُوبنـا مِسْـك تُضَمِّخُنَـا بــهِ الأَنْـهـارُ
ظَنُوا بقتلك سـوف تطفـأ شعلتـي فتألّـقـت وأنَـارهـا الـبـتَّـار
حسبوا بموتك سوف يقتل عزمنـا فتشامَـخَ الأبــرارُ والأطْـهـارُ
ومضوا على درب الحماس يغذهـم عَـزْم وبـذْلُ الـرُّوح والإيـثـارُ
يتَسابقون إلى الشهـادة يـا لهـم من فتْية عشقوا الجهـاد وسـاروا
مِـنْ كُـلِّ جَبَّـار العقيـدة راسـخٍ نبتـت علـى بسماتِـهِ.. أذكــارُ
جبـلٌ إذا نـادى الجهـادُ رجالَـه أو حُمَّ في ساح الوغـى الإعصـارُ
وتمنطقوا لهـبَ الصواعـق كيَّمـا تَتَلـهَّـبُ الأجْـسـادُ والأوكَــارُ
ويساقـط اللهب المزلـزل صاعقـا يشـوي وجوهـا كلُّـهـم كُـفَّـارُ
بلظى القذائف والشظايـا يصطلـي بجحيمهـا السفّـاح والسمـسـارُ
****
ياسين واسمك لامـع فـي خافقـي فعلـى حروفـك ينبـت التِّـذكـارُ
بتصـبُّـر وتـفـكُّـرٍ وتـألُّــقٍ وهوى تصـوغُ حروفـه الأقـدارُ
فحماس جزء من حروفك يـا أبـي والدِّيـنُ جُـزْءٌ قَلْـعـة وجــدارُ
أحييـت أمـة أحمـد يـا شيخنـا يـا أحمـد الياسيـن يـا مختـارُ
فعلى جبيـن العـز أنـت وسامـه وعلـى جبينـك تزدهـي الأقمـارُ
وشبـاب دعوتنـا الأبيـة كلُّـهـم جنْدٌ (صواعـقُ عَزْمُهُـمْ) أخيـارُ
*** ***
القدس تبكي اليـوم فارسهـا دمـا وحجـارة الشـطـآنِ والأغــوارُ
وشوارعُ الوطـن الحزيـن كئيبـة والعسقَـلانُ يَلفُّـهـا اكفِـهـرارُ
والشَّاطـئُ المكلـومُ دمعـةُ حُرقَـةٍ نزفَتْ علـى خَديـكِ يـا أمصـارُ
دمك الطهور وقـودُ ثورتنـا التـي سيـذوق منْهـا رعبَهـا الأشـرار
فاهنأ بتاج العـزِّ.. تـاجَ رءوسنـا فــي درِّه اليـاقُـوت والـنَّـوار
لن ترقـأَ الدمعـات بيـن جُفُونِنـا حتَّـى تُشنِّـفَ سمعنـا الأخـبـارُ
ونرى الرءوس تطايرت أشلاؤهـا كـي يكتَـوي بعذابهـا الـجـزَّارُ
*** ***
شارون أحقر من وطئت على الثرى وأذلُّ أهـلِ الأرض يــا خَــوَّارُ
كلمات رسمك لو ذكـرتُ حروفَهـا تَتَـدنَّـسُ الكلْـمَـاتُ والأشْـعـارُ
سيدوس جند الله جسمـك باللَّظَـى ويَـدكُّـهُ الـقـسَّـامُ والـبَـتَّـارُ
بصواعق إثر الصواعـق تصطلـي بلهيبِـهـا وبرعْبـهـا تحْـتـارُ
وعلى جمار الرعب نقلـب دولـةً بجحيمـهـا ووبَالِـهـا تَنْـهَـارُ
***
هـي ذي القيـادة كلهـا بيقينهـا قـزمٌ أمَـام شموخِـهـا الطَّـيـارُ
فالضيف يعشـق موتـه ويغيظُهـم عبْـدُ العَزيـز وخلفـه الـزهَّـارُ
وأُخيَّ إسماعيـلُ يشمـخُ صابـراً فـي مقلتيـهِ مَـرابـعٌ وبـحـارُ
والبحر أحمـدُ والسعيـد ومشعـلٌ وأبـو أسامَـةَ قَبْلَـهـم ونــزارُ
يتألقـون كمـا النجـوم تهابـهـم زمر اليهـود، وتكتـوي الأحبـارُ
فلتقصفوا ما شئتـم مـن عجزكـم فالمـوت أجمـل منيـةٍ نخـتـارُ
*** ***
ياسيـنُ زانـت وجهَـك الأنـوارُ والعِـزُّ والإيـمـانُ والإصــرارُ
بل أنت زدت النور نـورا يزدهـي والفجر تنشـق عطـره الأسحـارُ
فاهنأ حبيـب القلـب إنَّـك شاهـد ومُشَـهَّـدٌ ومُشَـفَّـعٌ ومَـنــارُ
في جَنَّةِ الفـردوس طـاب نعيمهـا والكوثـرُ المَـمْـزوجُ والأطـيـارُ