من رحم الأوهام أقاموا دولة, وحولوا حقائقنا إلى أوهام, واستخدموا الأساطير لتبرير اغتصاب فلسطين والآن يستخدمونها بغرض التخلص من الأقصى وإقامة الهيكل. إن الاستخدام المفرط للقوة هو الذي مكن للأساطير الصهيونية أن تؤسس بيئة روحية ملفقة تساعد في تحقيق طموحات توسعية عنصرية.
إن الأساطير اليهودية المعتقدية تحولت إلى حقائق دينية تملأ وجدان البعض, وأخذت تحرك الناس وتغير الواقع وترسم التاريخ مع أنها محض أوهام. والأساطير اليهودية تتكاثر بسرعة ودوماً تجد من يخدمها ويستخدمها, ومن الأساطير اليهودية التي يحاولون ربطها بأسطورة الهيكل المزعوم:-
أسطورة خيمة الاجتماع: بمعنى أنه لم توجد سوى خيمة واحدة للعبادة لجميع اليهود على الرغم من تباعدهم الجغرافي وهي تتكون من ألواح من خشب السنط وسقفها من الجلد وبابها من الشرق ومكونات خيمة الاجتماع هي : أ- قدس الأقداس وهي مسكن الرب يهوه وتحوي تابوت العهد الذي يوضع في مركزها ولا يسمح بالدخول عليه إلا لكبير الكهنة .لمرة واحده في السنة يوم عيد الغفران. ب- مذبح البخور ومائدة خبز الوجود والشمعدان السباعي. وأسطورة بركة هارون وتابوت العهد وأسطورة آنية الهيكل التي يصل عددها إلى (93) التي وضعوا مؤخراً نماذج تحاكيها لتأكيد دورها المزعوم, ووضعت في معرض كنوز الهيكل الذي يزوره ما يزيد على مائة ألف شخص سنوياً. وأكثر هذه الأواني أهمية: مجمرة البخور وحامل الخبز الذهبي والشمعدان الذهبي الذي يعتقدون أنه مع التابوت موجود تحت المسجد الأقصى !! ومن أخطر ما حصل في هذا المجال هو ما استطاع الأثري التوراتي دان بهاط تسويقه وترويجه بخصوص قدس الأقداس الذي في وثيقة العهد التي تضم الوصايا العشر. نعم زعم هذا الكذوب بأن قدس الأقداس موجود تحت قبة الصخرة الشريفة ,لذلك حشد التأييد لحفر النفق باتجاه الصخرة الشريفة, حيث ذكر أثناء عملية الحفر بأنه متجه نحو حجر الأساس الذي يقع تحت قبة الصخرة حيث يوجد قدس الأقداس. ولهذا السبب أخذ بعض اليهود يتجهون في صلاتهم صوب القدس كما لو كانت قبلتهم, وإن كانوا في القدس اتجهوا نحو قبة الصخرة, وهذا مستحدث عند بعضهم, وأن ما فعلوه في الطبقات السفلى لساحات المسجد الأقصى يعتبر من أشد أنواع التجاوز والتطاول المتدرج على الحقوق الإسلامية المقدسة.
وكذلك أسطورة المذبح والقرابين التي تذبح على جبل الطور والآن طوروها إلى نمط جديد حيث افتوا بضرورة تقديم عنزتين الأولى كرسوها للشيطان رشوةً, والثانية أبعدوا مكان ذبحها إلى البادية إلى البرية ومدوها إلى مسافة19.300كم شرق الأقصى ليوسعوا الحوض المقدس شرقاً, لإحكام الطوق الشرقي عليها، فالجهة الشرقية غير مأهولة وبالتالي يجري الآن استكمال ممر بعرض 15كم باتجاه البحر الميت يعمل على فصل الضفة الغربية إلى شمال وجنوب غير متصل, وهذه منطقة غير قابلة للتفاوض والآن يعملون على ربط مكان الهيكل المفترض بالمنطقة بجسر يعمل على شطب مقبرة الرحمة الإسلامية شرق المسجد الأقصى, ويأتي هذا العزل والفصل استناداً إلى طقوس دينية مستحدثة لا وجود لها في التوراة والتلمود مع زيفهما,
وهناك أسطورة بداية الشهور وعادة جر المياه وأخطر هذه الأساطير ما يسمى بالأطفال الكهنة الذين تتم تربيتهم الآن منذ الولادة في مجمع سكني معزول في أحدى مستوطنات القدس.
ولقد صرح الحاخام يوسف البويم قائلاً: "بأن الفكرة هي تربية المولود الذي لم يمس ميتاً منذ لحظة ولادته", بمعنى روضة للأطفال الذين سيتخرجون كهنة أطهاراً للهيكل الثالث وهؤلاء لن يخرجوا من العزلة إلاّ بعد سن 13سنة ويمنع زيارتهم الآن أو التحدث إليهم إلا لمن تم تغطيسه في حمام شرعي وللقرية موقع على الإنترنت.
ومن الأساطير كذلك البقرة الحمراء التي وظف الحاخامات أسطورتها للتطهير تمهيداً لإعادة بناء الهيكل, حيث ستذبح وتحرق بالكامل ويوضع ثلث الرماد في حجرة الكهنة والثلث الثاني في حجرة "يهوه" والثلث الأخير يمزج بالماء ليوزع على اليهود الأنجاس ليتطهروا. يقول يهودا عيتسيون زعيم العصابة التي حاولت نسف الصخرة في الثمانينيات: "لقد انتظرنا ألفي سنة إشارة من يهوه والآن بعث لنا بهذه العجلة الحمراء!!".
إنها أساطير متلاطمة وخيال واسع وقوة غاشمة تدفع إلى الطغيان وحصيلة ذلك تحويل الإسلام إلى ضحية والأقصى إلى قربان لا سمح الله.