بين السماء والقاع..تفكيران..أيهما ستختار؟
أف..أنا فاشلة..ضعيفة..عاجزة..قبيحة..مضحكة..غير محبوبة
رائع...أنا متميزة..جميلة..ناجحة...قوية..محبوبة
بين
السماء.......
وبين
القاع.......
صورتان تستطيعين أنت..وتستطيع أنت أن تكوناها في نفوسكما طالما اقتنعتم بإحداها...
صورة..من التفكير الايجابي عنك...وصورة من التفكير السلبي عنك...فماذا تختار..؟!
ولكن لحظة.. ما هو التفكير الإيجابي؟؟
هو اقتناع بفكرة وقد يبدأ هذا الاقتناع بحادثة أو كأن يتحدث الشاب في مجلس فيحسن الحديث ويقتنع بأنه متحدث لبق وقد يدفعه هذا إلى أن يقرأ ويطلع ويزيد من مهارته ، أو أن يجد الشخص إقبالا على موضوع له قد كتبه فسعد بهذا الإقبال
ويقتنع بأن لها جاذبية خاصة وأنه محبوب ومرغوب وبالتالي ينعكس هذا الاعتقاد عليه ويصبح فكرة عملية متبلورة فيه فنجده يجتذب حوله عددا أكبر من الناس .
أما التفكير السلبي.. فهو نوع من الإيحاء الذاتي يقوم به الإنسان حيال نفسه يهمس لنفسه بأنه عاجز أو غير قادر أو غير مستطيع أو فاشل أو غير محبوب إلى آخر القائمة التي لا تنتهي من الأفكار والمشاعر السلبية ..
وقد يبدأ الإيحاء السلبي إثر تجربة مر بها الإنسان كأن يكون قد فشل في عمل قام به أو علاقة ارتبط بها وبدلا من أن يستفيد من هذه التجربة ويجعلها مدعاة للنجاح
نراه يعمم نتائجها على حياته كلها وبدل من أن ينسى ألمه فإنه يحييه في كل تجاربه ويهمس لنفسه بأنه إنسان فاشل أو غير محبوب
وأنت..و أنتِ..وأنا.. بالتاكيد كلنا يحتفظ في نفسه بصور معينة لنفسه
ليست صورة واحدة وإنما صورا عديدة(بعضها إيجابي وبعضها سلبي)
والاعتقاد..الايجابي والسلبي لصورة الإنسان لنفسه ليس بالضرورة أن يكون مستنداً على حقائق ثابت، وإنما يكون في كثير من الأحيان مبنيا على حادثة أو موقف أو كلمة أو لفتة مرت بنا.. ومن خلال هذه الحادثة رسمنا صورة لأنفسنا واقتنعنا بها ومع مرور الأيام يصبح هذا التصور عقيدة راسخة في النفس
ولو بحثنا عن ما يسمى بالعقد النفسية عند كثير من الناس لوجدناها مرتبطة في الغالب بفكرة سلبية أوحاها الإنسان لنفسه إثر حادثة أو موقف من المواقف وتحولت هذه الفكرة إلى عقيدة ومن ثم إلى سلوك.
لذا فإن الذي يحدد سلوك الإنسان في حياته هو الصورة التي يرسمها لنفسه, فالإنسان الذي يتصور نفسه ناجحا أو محبوبا سيكون كذلك والعكس.
وردت قصة عن شاب في العشرين من عمره كان يشكو من العزلة والوحدة, ومن أن الناس لا يحبونه ولا يطيقون وجوده معهم وأنهم يتهامسون عليه من وراء ظهره .. لماذا ؟؟ لأن أنفه كبير, وعجز طبيبه أن يجد في أنفه اختلافا بيـّنا عن أنوف الناس , وإنما هو أنف أشم قد يحمل معنى الإباء والعزة.. بيد أنها صورته التي انطبعت عن نفسه في نفسه وهي أنه أنفه كبير وأن هذا الأنف الكبير مدعاة للسخرية والاستهزاء..
ما هو العلاج في هذه الحالة؟...!!!!
العلاج هو أن تتبدل صورة هذا الشاب في نفسه .. ذلك بأن ينظر إلى الجانب الإيجابي من أنفه ويؤمن بأنه طبيعي وهو طبيعي في حقيقة الأمر وحتى إذا كان حجمه زائداً بعض الشيء فليس ذلك مدعاة لعدم الاحترام والتقدير, هذا الاعتقاد لو تبناه الشاب فإنه سوف ينعكس على مشاعره وسلوكه وتصرفاته.
ولكن السؤال: كيف يمكن أن تتبدل صورة الشاب في نفسه من السلبية إلى الإيجابية؟؟
أحد الوسائل هو أن يهمس الشاب لنفسه بأنه إنسان طبيعي وأن أنفه طبيعي وأنه حتى إذا كان حجم أنفه زائداً فعلا , فإن ذلك لا يغير حقيقة أن الناس يحبونه ويحترمونه لأن احترام الناس لبعضهم لا يقوم على أساس أحجام الأنوف وإنما على أساس الشخصية والأخلاق والسلوك والمعاملة... هذا الهمس إذا تكرر لفترة كافية سوف يتجاوز العقل الظاهر إلى العقل الباطن وينطبع فيه ويصبح عقيدة ومن ثم يتحول إلى سلوك ..
إضاءة نبوية:
روي أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يحتز لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من أراك(من شجرة) وكان في ساقيه دقة.. فضحك القوم(من دقة ساقيه وضعفها)!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ما يضحككم من دقة ساقيه والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد]
....قد لاتساوي عند الضاحكين من الناس شيء..ولكنك تساوي الكثيير عند الله..
إضاءة قرانيه:
قال تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70
أيها الإنسان..أنت..كريم..أنت عزيز..أنت مبدع..أنت قوي...أنت رائع..أنت ناجح..يكفي أن الله كرمك يا إنسان..
الأحد مارس 23, 2008 10:09 pm