تنشأ هذه الآفة أولاً في المنزل من خلال رؤية الابن الوالدين أو أحدهما يكذب، إما بالكلمة أو الإشارة، فتصبح هذه الظاهرة عادة عند الأبناء، لأنهم يكسبون السلوكيات السيئة من أحد الأبوين خاصة إذا لم يدركا خطورة هذه الآفة، فإذا لاحظت الأم هذه المشكلة فعليها أن لا تكرر دائماً أمام ابنها كلمة (يا كذاب) حتى لا تنطبع هذه الصفة في شخصيته بل عليها أن توجه له النصيحة الهادفة، وتقلل من النصح والوعظ، وتتعامل مع هذه المشكلة بالرفق واللين، والاهتمام بالجوانب العاطفية والنفسية من حب وحنان، وأن تحاول معرفة سبب لجوئه إلى الكذب، والأفضل دائماً أن تفرق بين حبها لذات الولد وكراهيتها لسلوكه السيئ، فتعالج السلوك بالحكمة، ولا تدمر الولد بكثرة التأنيب والعتاب والعنف والشتائم.
وهناك أسباب نفسية قد تدفع الطفل إلى الكذب مثل الدفاع عن النفس، الانتقام من طفل آخر، التخلص من مشاعر النقص والكبت والعقدة النفسية، وقد يكذب ليجذب انتباه الآخرين أو فقط تقليد الوالدين أو رفقاء السوء، فعليكِ أيتها الأم الفاضلة أن تقوي وازعه الديني، وشعوره بمراقبة الله، وتحرصي أن تعلمي ابنكِ الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، كما أن قراءة قصص الأنبياء والصالحين والصادقين، وذم الكذاب والكذابين وتبين مصيرهم يوم القيامة له أثر فعال في ترك الأبناء للكذب والإقتداء بالصادقين. وهناك أنواع من الكذب:
الكذب الخيالي: يكذب الطفل فقط من أجل التسلية واللعب.
الكذب العدوي: تقليد الآخرين.
الكذب الدفاعي: يكذب حتى يتخلص من موقف حرج.
الكذب لجذب الانتباه: حتى يتهرب من إحساسه بالإهمال.