القاهرة – فراس برس: اسلام اون لاين: إساءة جديدة ولكن هذه المرة ليست للإسلام وإنما للمسيح عليه السلام، فقد أثار عرض متحف تابع لإحدى الكنائس النمساوية صورًا 'جنسية' مسيئة للمسيح غضب الكثيرين من مسيحيي العالم، فيما تلقى مسئولو المتحف رسائل غاضبة ودعوات تطالب بإغلاق المتحف.
وفي المقابل دافع مدير متحف الكاتدرائية الكاثوليكية الرومانية بالعاصمة فيينا بيرنارد بوهلير عن الرسوم المسيئة للمسيح، معتبرًا أن 'الناس لهم الحرية في التخيل والتعبير عما يريدونه'، بحسب تقرير لوكالة رويترز اليوم الإثنين.
ويستضيف المتحف معرضًا تحت عنوان 'الدين والنزوة والقوة'؛ لتكريم الرسام النمساوي الشهير ألفريد هردليكا الذي بلغ سن الثمانين أوائل العام الجاري، ويضم صورًا 'جنسية وهزلية' يظهر فيها المسيح.
'العشاء الأخير'
ولفتت رويترز إلى أن الصورة الرئيسية في تلك الرسومات المسيئة، هي عبارة عن نسخة 'إباحية' للوحة 'العشاء الأخير للمسيح' الذي رسمها الفنان الإيطالي الراحل ليوناردو دافنشي، يصور خلالها هردليكا ما أسماهم 'حواريي المسيح عيسى' وهم يقفزون على منضدة العشاء ويمارسون 'العادة السرية' أمام بعضهم البعض.
ومن جهته برّر هردليكا وهو شيوعي ملحد تصويره للرجال بهذه الطريقة الشاذة بأن اللوحة الأصلية لدافنشي لا يوجد بها نساء؛ ولذلك استعان بهذه المشاهد الشاذة. وقال: 'كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي أن يعرض المتحف هذه اللوحة في مقدمة اللوحات الأخرى بالمعرض'.
مدير المتحف بدوره دافع عن لوحة هردليكا المسيئة، وعن قراره بعرض هذه اللوحة في متحف تابع للكنيسة الكاثوليكية. وقال بوهلير: 'نعتقد أن هردليكا أجاد في تجسيد الناس بهذه الطريقة العنيفة'.
وعن لوحة أخرى تزعم أن المسيح كان مصلوبًا بينما كان أحد الجنود يضربه ويمسك بأعضائه التناسلية، أردف قائلا: 'لا أرى فيما فعله هردليكا إساءة للدين'.
موجة غضب
تلك الإساءة للمسيح عليه السلام أثار موجة من الغضب ليس فقط بين زوار المتحف، ولكن من قبل الكتاب الصحفيين والمدونين ومواقع الإنترنت المسيحية في النمسا وألمانيا.
ولفتت رويترز إلي مقال نشره موقع 'كروز.نت' المحافظ قال: 'ما كان ينبغي أن ينظم هذه المعرض أبدًا'.
وطالب المقال مدير المتحف 'بالاعتذار لكاثوليكيي العالم'، وانتقد في الوقت نفسه أسقف فيينا الكاردينال كريستوف سكونبورن لصمته حيال عرض هذه الإساءة.
الانتقادات الشديدة للوحة المسيئة لم تتوقف فقط عند القارة الأوروبية، فقد انتقلت إلى الولايات المتحدة.
وفي مدونته على شبكة الإنترنت قال الكاتب الأمريكي المحافظ رود دريهر: 'لم أكن أتصور أبدًا أن رجلا مثل سكونبورن يمكن أن يقف صامتًا ولو لنصف ثانية أمام هذا الأمر المقيت'.
سحب اللوحة
وإزاء ردود الأفعال الغاضبة اضطر المتحف إلى إزالة 'اللوحة المسيئة' بناء على طلب الأسقف سكونبورن.
وفي بيان له قال متحدث باسم أسقف فيينا: 'إن طلب الأسقف جاء احترامًا لهؤلاء المؤمنين الذين يشعرون أن اللوحة مسيئة وأثارت حساسية دينية شديدة'.
وتأتي هذه الإساءة في وقت تتوالى فيه الإساءات للإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم. فقد بث جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي المتطرف يوم 27 مارس الماضي فيلم 'فتنة' المسيء للإسلام والقرآن، بالرغم من الدعوات التي طالبته بعدم عرض الفيلم الذي أثار موجة من الغضب الاستياء في العالم الإسلامي.
وخاضت هولندا تجربة مماثلة لفيلم فيلدرز عام 2004 عندما عرض المخرج الهولندي 'ثيو فان جوخ' فيلمًا مسيئًا للإسلام بعنوان 'الخضوع' احتوى مشاهد لسيدات عاريات مكتوب على أجسادهن آيات قرآنية.
وفي العام نفسه قتل فان جوخ على يد شاب هولندي من أصل مغربي بسبب الفيلم، كما نشبت أعمال شغب من الشباب المسلم في هولندا احتجاجًا على عرضه.
وخارج هولندا أثارت رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم نشرتها صحيفة دنماركية في سبتمبر عام 2005 موجة غضب عارمة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وتجددت الموجة ذاتها مؤخرًا إثر إعادة صحف دنماركية وغربية في فبراير الماضي نشر هذه الرسوم تضامنًا مع ما أعلنته السلطات الدنماركية عن وجود 'مخطط دبره مسلمون' لقتل أحد رساميها