يا شباب
جئتكم خالي الوفاض، لا أملك بيان الواعظ، ولا محبرة المعلم ولا حكمة الفيلسوف، لأتحدث إليكم حديثا قصيرا.
*أقول: عندما يومئ إليكم الفجر بخجل سيروا إليه بإصرار. وحين تهمس الحياة في آذانكم برقة أجيبوها بصوت يصل إلى مسمع الشواهق. وعندما يباغتكم اليأس باغتوه بابتسامة الإيمان. وعندما تضج صدوركم بالأحلام الكبيرة كونوا أكبر من أحلامكم.
* أقول: سوف ترتكبون العديد من الأخطاء فلا تخجلوا من أخطائكم ولا تمجدوها، وسوف يلتهم الفشل بعض أمانيكم الغالية فلا تنصرفوا من مطاردة الأماني إلى مكابدة الفضل.
* أقول: تغربوا ما شاء لكم حب المغامرة، ولكن تذكروا أن أحدا لا يستطيع أن يهرب من نفسه. وتعرفوا على أكبر عدد من الأصدقاء، ولكن تذكروا أن الصداقة في جوهرها الأصيل لا تحسب بالأرقام.
* أقول: عندما ينصحكم الشيوخ استمعوا بانتباه، فالنصيحة قد تنفع الناصح قبل المنصوح. وعندما يطلب منكم الآباء أن تعيشوا حياتكم كما عاشوا حياتهم فلا تغضبوا. وعندما يحدثكم الأجداد عن روعة الماضي فلا تسخروا، بل حدثوهم قليلا عن روعة التفكير في المستقبل.
* أقول: عندما تحبون، حاولوا أن تحبوا- بالإضافة إلى المحبوب- شيئا آخر كالعدل والسخاء والحرية والمساواة. وعندما تبغضون حاولوا أن تبغضوا-بالإضافة إلى من تكرهون- شيئا آخر كالظلم والجشع والأنانية والجبن. وعندئذ يصبح حبكم أسمى وأنقى