وكالات-"الهواتف النقّالة قد تقتل أكثر ممّا يفعل التدخين أو مادّة الأسبست". هكذا خلصت دراسة أُجرٍيَت مِنْ قِبَل خبير حائز عدّةَ جوائز في مرض السرطان. والدراسة هذه، التي أجراها الدكتور فيناي كورانا هي بمثابة التهمة الأكثر تدميراً في ما خصّ الأخطار الصحيّة ونقلتها صحيفة الاندبندنت البريطانية.
فهي تلفت النظر-بأدلة متكاثر ومتصاعدة- (نُشِرت في تقرير حصريّ بجمعيّة "حلول علم الأورام المتكاملة"، في أكتوبر الماضي) إلى أنّ استعمال سمّاعات الهاتف لأكثر مِنْ عشر سنوات يضاعف خطرَ الإصابة بسرطان الدماغ. وتستغرق السرطانات عشر سنوات على الأقل لتتطوّر وتتفاقم. وهذا يُبْطل مزاعم التأمينات الرسميّة التي تقول إنّ فترة تَفاقم الأورام السرطانيّة الناجمة عن الهواتف النقّالة، تستغرق فترة أطول مِنْ عشر سنوات.
وكانت الحكومة الفرنسيّة، في مطلع السنة الجارية، حذّرت مِنَ استخدام الهواتف النقّالة، ولا سيّما مِنْ قِبَل الأطفال. الحكومة الالمانيّة، كذلك، نصحت شعبها التقليلَ مِنَ استعمال الهواتف النقّالة. ودعت وكالة البيئة الأوروبيّة أيضاً إلى تقليل التعرّض لإشعاعات الهواتف النقّالة.
ونشر الدكتور كورانا (وهو مِنْ أبرز جرّاحي الأعصاب، وحصل على 14 جائزة على مدى 16 عاماً)، أكثر مِنْ ثلاث دزّينات مِنَ الأوراق العلميّة، راجعت وتعقّبت مائة دراسة حول تأثيرات الهواتف النقّالة. ووضعَ النتائج على أحد المواقع الإلكترونيّة المتخصّصة في جراحة الدماغ. وواحدة مِنْ تلك الأوراق البحثيّة تخضع الآن للمراجعة والتدقيق؛ لنشرها في مجلّة علميّة.
ويقرّ كورانا بأنّ الهواتف النقّالة في وسعها أنْ تنقذ حيوات الناس في حالات الطوارئ؛ ولكنّه يستنتج أنّ: "هناك معطيات مهمّة ومتزايدة مِنَ القرائن على وجود علاقة بين استعمال الهواتف النقّالة وبين حالات مؤكّدة مِنْ أورام الدماغ". ويعتقد كورانا أنّ ذلك سوف "يُثْبَت بالتأكيد" في العقد القادم.
ويلاحظ الدكتور كورانا أنّ أورام الدماغ الخبيثة تمثّل: "تشخيص نهاية الحياة". ويضيف: "نقوم الآن باختبار هذا الوضع الخطير". ويخشى أنّه "ما لم تتّخذ الحكومات ومصانع الهواتف خطوات عاجلة وحاسمة"؛ فسوف تشهد معدّلات حوادث الوفاة- جرّاء الأورام الخبيثة- تزايداً ملحوظاً وعلى مستوىً كونيّ. وذلك خلال عقد مِنَ الآن. وحينها سيكون الأوان قد فات على التدخّل الطبيّ.
ويُتوقّع أنْ يتوسّع هذا الخطر على نتائج الصحّة بصورة عامّة "أكثر مِنَ التدخين ومادّة الأسبست"، على ما يحتسب الدكتور كورانا، الذي قال لجمعيّة "حلول علم الأورام المتكاملة" إنّ تقييمه بُنِيَ جزئيّاً على حقيقة أنّ ثلاثة مليارات إنسان، الآن، يستخدمون الهواتف النقّالة في طول العالم وعرضه. وهؤلاء عددهم أكبر بثلاثة أضعاف مِنْ عدد المدخّنين. فالتدخين يقتل نحو خمسة ملايين إنسان سنويّاً في العالم. هذا على حين يتسبّب التعرّض لمادّة الأسبست في موت العدد نفسه مِنَ الناس الذين يقضون جرّاء حوادث السير في بريطانيا.
وقلّل "اتحاد مشغّلي الهواتف النقّالة"، الأسبوع الماضي، مِنْ شأن دراسة الدكتور كورانا، زاعماً أنّها "عبارة عن مناقشة انتقائيّة مِنَ (الأدب الطبيّ)، أُعِدّت مِنْ قِبَل فرد واحد". ويحسَب "اتحاد مشغّلي الهواتف النقّالة أنّ دراسة كورانا "لا تمثّل تحليلاً متوازناً" في العلوم المنشورة حول هذا الأمر. ناهيك عن أنّها (الدراسة) استنتجت نتائج مناقضة لأكثر مِنْ ثلاثين "خبير مستقّل في الأبحاث العلميّة".