لا يستطيع آدم الاستغناء عن حواء هذا الأمر مفروغ منه ولكن يغيب هذا المعني عن كثير من الأزواج حيث يتمني بعضهم في قرارة نفسه لو يتخلص من زوجته ولو ليوم واحد
لا يستطيع آدم الاستغناء عن حواء هذا الأمر مفروغ منه ،وقضية مسلم بها، ولكن يغيب هذا المعني عن كثير من الأزواج حيث يتمني بعضهم في قرارة نفسه لو يتخلص من زوجته ولو ليوم واحد، ومن ناحية أخري ينقلون هذا الشعور إلى نظائرهم من العزاب ليعلنون عن إضرابهم عن الزواج مما يعرض حياتهم للخطر مع مع سبق الإصرار والترصد.
وقد حث الله تعالي الإنسان على الزواج فى القرآن الكريم ففي سورة إبراهيم ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)، وذكر أيضاً في سورة الفرقان (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)، وقد حثنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على الزواج " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" وقال أيضا "أراذل موتاكم عذابكم".
وقد أكدت هذه النصوص القرآنية دراسات عديدة، منها دراسة فرنسية شملت 125 ألف شخص وقد أكدت أن العزاب الذين يعيشون بمفردهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القلب المختلفة بمعدل ثلاثة أضعاف المتزوجين، وأن العازب يهمل في صحته من خلال تناول أطعمة غير مفيدة واللجوء إلي كثير من المنبهات ،كما أشارت إلى أن العزاب لم يسلموا من أمراض التفكير في النساء .
تأثير سلبي
قد لا تعرف عزيزي الزوج أن حسدك للعازب قد يكلفك حياتك، وهذا ما أكده الباحثون في دراسة أعدتها " مدرسة كاس التجارية في لندن " وهو أن فقدان الرجل زوجته يزيد احتمال وفاته بست مرات خلال الفترة التي تعقب ذلك في حين ان هذه النسبة لا تتعدى الضعف عند الزوجة.
تنطبق هذه الدراسة على الزوجات أيضاً حيث أشارت إلى أن احتمال وفاة الزوج أو الزوجة خلال العام الأول من وفاة الشريك الآخر تكون عادة مرتفعة ثم تتراجع مع الوقت ،ويعتقد الخبراء ان التوتر الذي يصيب الرجل أو المرأة بعد محنة كهذه يؤثر بشكل سلبي جدا في جهاز المناعة وقد يفاقم الحالة المتردية أصلا لهما.
وذكر الدكتور جاب سبيرو أن نتيجة البحث الذي أجراه تؤكد وجود عارض اسمه "القلوب المفجوعة" قائلاً : كلنا يعلم ان وفاة الذين نحبهم يترك أثرا سلبيا كبيرا جدا في حياة الزوج أو الزوجة المفجوعة وعلى معدل الأعمار أيضا.
وفي دراسة أمريكية اخري شملت 76000 بالغ عام 1989 : 1997 أن الرجال العازبون أو اللذين يفضلون البقاء طوال حياتهم بلا زواج يموتون في سن مبكرة، مشيرة إلى أن نسبة الوفيات ارتفعت أيضاً لمن فقدوا الشريك فالأرامل وصلت نسبتهم إلي 40 % خلال الفترة ما بين 1989 و1997، في حين أن نسبة وفيات المطلقين أو المنفصلين عن بعضهم كانت27 % .
البعد أيضاً
لا تقتصر أضرار البعد والوحدة على الوفاة فقط، وليست هذه هي كل أثار الوحدة ولكن إضافة إلي ذلك فقد يكون الاكتئاب مصاحب لحياة العزاب، فقد كشفت دراسة أمريكية لثلاثة أساتذة من كلية الصحة العامة بجامعة "جون هوبكنز" أن الزوج يشعر بالكآبة عندما تغيب عنه زوجته لفترة طويلة، أما الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 55:64 سنة، يهملون طعامهم وأعمالهم ومظهرهم الخارجي ويلزمون البيت في حالة غياب الزوجة .
وتبين أن نسبة الوفيات بين الرجال الذين فقدوا زوجاتهم تصل إلى 63%، مقارنة بالأزواج الذين ينعمون بحياة زوجية سعيدة وتؤكد دراسات أخرى أجراها مجموعة من علماء النفس البريطانيين، أن المرأة لا تهتم بغياب زوجها، وتعتبر ذلك فرصة لكي تندمج مع الأهل والأصدقاء وتراجع سلوك زوجها طيلة الفترة السابقة.
ابحث عن السعادة
في الوقت نفسه يجب أن يتسم الزواج بالسعادة حتي يؤثر على الصحة بصورة إيجابية، حيث أظهرت أحدث الدراسات الأمريكية لجامعة بريجهام أن ضغط الدم لدى الرجال والنساء السعداء في زواجهم كان أقل بفارق أربع نقاط مقارنة بالعزاب أو غير السعداء فى زواجهم.
وأشارت الأستاذة الجامعية جوليان هولت - لونستاد وزملاؤها إلى أن وجود شبكة من الأصدقاء المقربين لم يترجم خلال الدراسة بتحسن في ضغط الدم، بعكس الفوائد الصحية الفريدة للزواج قائلة : "ليس الزواج فقط هو الذي يفيد الصحة.. الأكثر إفادة للصحة أن يكون هذا الزواج سعيدا".
مشيرة إلى أن خطوتها القادمة هي إخضاع الأزواج والزوجات المترددين على مكاتب الاستشارات الزوجية للدراسة لمعرفة ما إذا كان التحسن في حياتهم الزوجية يترجم إلى صحة أفضل
و من ناحية أخرى أكدت دراسة إيطالية للدكتور انجيلو بيكاردى ان النساء اللواتى يشعرن بالقلق حيال حياتهن الزوجية قد يتعرضن لضعف جهاز المناعة وزيادة الوزن ،وذلك بعد دراسة اجريت على 61 امراة لوحظ من خلالها انخفاظا فى عدد الاجسام المضادة للجراثيم داخل اجساد النساء اللواتى لايشعرن بالاطمئنان حيال علاقتهن الزوجية.
والآن عزيزي العازب عليكِ أن تودع حياة العزوبية وتبحث فوراً عن نصفك الحلو لتنعم بالصحة وطول العمر.