يبدو أن إسبانيا، في ظل الحكومة الاشتراكية الجديدة، تمضي قدماً في تنفيذ مسألة المساواة بين الجنسين، ولا شك أن صورة وزيرة الدفاع الإسبانية الأخيرة لن ينساها الإسبان قريباً، وبخاصة أنها كانت تعاين الجنود الذين يرتدون ملابس مجعدة، ببطن منتفخ!
إن التعيين المفاجئ لكارمي شاكون، البالغة من العمر 37 عاما، التي لا تمتلك أي خبرة عسكرية، أجرأ تصريح من حكومة اشتراكية جعلت مساواة الجنسين من أهم أولوياتها، وفقاً للأسوشيتد برس.
فقد كشف رئيس الوزراء الإسباني، خوسيه لويز رودريغيز ثاباتيرو، الذي أعيد انتخابه في مارس/آذار، عن تشكيلة وزارية جديدة، لا تقدم لإسبانيا أول وزيرة دفاع في تاريخها فحسب، بل تضم التشكيلة تسع نساء وثمانية رجال.
وتصدرت صور شاكون - الحامل - وهي تعاين الجنود، الصفحة الأولى لعدة صحف وطنية الثلاثاء، كما سيطر شريط ظهورها على التلفاز الإسباني.
وكانت صورتها الخميس على الصفحة الأولى لصحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون."
مع أن المدافعين عن حقوق المرأة أيدوا تعيين شاكون، إلا أن بعض المحافظين احتجوا.
فقد انتقدت مجموعة من الضباط المتقاعدين فقدانها للخبرة العسكرية، بينما أكدوا على أن حملها لا يشكل أي مشكلة.
وتعد شاكون أحد أكثر الأعضاء بروزاً في حكومة قامت بتحديث التشريع الاشتراكي الشامل المصمم لتخليص إسبانيا من التمييز بين الجنسين.
فقد شرعت زواج مثليي الجنس، وبسطت إجراءات الطلاق، وأجبرت الأحزاب السياسية على ضم عدد أكبر من المرشحات النساء، ومررت قانوناً يروج للنساء في العمل، وضغطت على الشركات لتضع عدداً أكبر منهن في غرف الإدارة.
وهذه المرة، أنشأ ثاباتيرو وزارة جديدة أطلق عليها اسم وزارة المساواة، لكي يحقق هذه الأهداف.
جمعيات حقوق المرأة سعيدة بخيار رئيس الوزراء بأن تشرف شاكون "الحامل" على قوة عسكرية لم تكن مفتوحة أمام النساء في الجيل السابق.
أما الآن، فإن النساء يشكلن ما نسبته 15 في المائة من عناصر القوات المسلحة.
وترى مؤيدات ونصيرات المرأة في هذا الأمر رسالة مزدوجة موجهة من رئيس الوزراء: لا تستطيع المرأة فقط أن تحصل على منصب عال في الحكومة أو العمل، ولكنها تستطيع أيضاً فعل ذلك وهي تنتظر طفلاً.