واسفاه على حالنا نظن ا أننا قد قطفنا ثمار المجد وبلغنا العلياء وطاولنا النجوم ونحن في حضيض الأمم
واسفاه عندما نعيش في عالم من الأماني والأحلام ولا نعمل ونترك الآخرين يشدون شدهم ويبذلون جهدهم ويأخذون بالأسباب فيفوزون ويغلبوننا ..
واسفاه عندما نهجر القرآن ولا نفهمه وعندما نقرأه قليلاً نظن أننا قد وصلنا إلى مستوى من العبادة قل نظيره في الأولين والآخرين ..
واسفاه عندما نتعلم سطراً أو سطرين أو نقرأ كتاباً أو كتابين ونظن أننا قد حوينا كنوز العلم والمعرفة وأصبحنا في طليعة الدول المتقدمة وفي مقدمة ركب الأمم ..
واسفاه عندما نتقن الغناء واللعب وننافس الأمم فقط في هذه ونظن أننا دخلنا المجد من أوسع أبوابه عندما نفوز بكأس أو بنصف كأس ، وننشر صور مجتهدي العصر ومحققي الأمجاد العظام في كل مكان ..
فهذا اللاعب الفلاني هو حقاً صاحب المجد التليد والعقل الرشيد الذي حاز على إعجاب الجماهير ..
ونامي يا جماهير الأمة لتسيتقظي على أمجاد أخرى يتنافس الشباب عليها تنافس الأمم على صنع الصواريخ ...
فشبابنا يتنافسون على المسابقات الغنائية والرياضية والشعرية وشباب الأمم يتنافسون على طلب العلم وبراءات الاختراع وإنجازات الهندسة والطب والفيزياء والكيمياء والأحياء ...
وعندما يقرأ شبابنا بعض الكتب الدينية أو سطوراً منها يسارعون
إلى نقد فكر العلماء الأولين والآخرين ويكيلون عليهم التهم المختلفة في عقولهم وفكرهم
وعلمهم وكتبهم وإنتاجهم ويأتي العباقرة الجدد بما لم يأت به العلماء من قبل ويعرف ما لم
يعرفه أحد من العالمين من أيام خلق آدم لمجرد أنه قرأ سطر أو لم يقرأ .. ويفتي للقاصي
والداني بما لم يفت به أحدٌ من قبل حتى كثر المفتون وقل العالمون وكثر الجهالة
والمغرضون ...