دخل المسلمون في يوم العيد ليهنئوا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز .. فلما
انصرف الرجال ودخل الغلمان ، كان من بينهم ابن عمر بن عبد العزيز وهو يلبس
ثيابا رثه ( قديمه ) وأبناء الرعيه يلبسون الثياب الجديده الجميله ، فبكى أمير
المؤمنين .. فتقدم إليه هذا الإبن المبارك ، فقال له : يا أبتاه مالذي طأطأ برأسك
وأبكاك ؟؟ قال : لاشيء يابني سوى أني خشيت أن ينكسر قلبك وأنت بين أبناء
الرعيه بتلك الثياب الباليه القديمه وهم يلبسون الثياب الجديده .. قال الغلام لأبيه
يا أبتاه .. إنما ينكسر قلب من عرف الله فعصاه ، وعق أمه وأباه ، أما أنا فلا والله
إنما العيد لمن أطاع الله ..
حقا .. إنما العيد لمن أطاع الله .. فكل يوم يمر عليك وكل ساعه تمر عليك وأنت
في طاعة الله فأنت في عيد .. وفي فرحه غامره .. لأن تلك الفرحه بطاعة الله
سوف تثمر لك أفراحا وأفراحا يوم القيامه عندما تلقى الله ويقول لك : خذ صحيفتك
بيمينك وادخل الجنه ..
ولذا قال أحد السلف الصالح : والله إننا في سعاده لو علم بها الملوك لجالدونا عليها
بالسيوف ..
وقال الإمام ابن تيميه _ رحمه الله _ إن في الدنيا جنه من لم يدخلها فلن يدخل جنة
الآخره .. إنها جنة الإيمان ..
قال تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ))