جاء في قصص الأنبياء أن رجلاً سأل النبي شعيب (عليه السلام) قائلاً : لماذا لا يعاقبني الله وقد ارتكبت
كلَّ هذه الجرائم ؟
فأجابه : إنك واقع تحت أقسى ألون العقوبات
وأنت لا تشعر.
وقد عبر عن هذه القصة احد العلما بقوله
كان رجل يقول في عهد النبي شعيب (عليه السلام) : ما أكثر العيوب التي رآها الله فِيَّ وما أكثر الذنوب والجرائم التي رآها مِنَّي ومع هذا فلا تنالني عقوبة الله ؟
فاوحى الله من وراء الغيب إلى شعيب جواباً
له بلسان فصيح
أنت قلت ما أكثر ذنوبي ومع ذلك لا يؤاخذني الإله إنك تقول العكس أيها السفيه ، أيها التارك للطريق والمتعلق بالضلال إلى أي حد أنت أسير ولست بشاعر ، أنك قيد السلاسل من الرأس وحتى القدم إن صدأك لنفسك أيها القدر الأسود ، وقد أفسد كل باطنك ومن كثرة ما تراكم الصدأ على قلبك فقد أصبح أعمى عن رؤية الأسرار .
أي أنك تفكر تفكيراً عكسياً ، فلو أن الله قد أخدك بعقوبة ظاهرة تشعر بها أنها عقوبة ، وكنت تتحملها فمن الممكن أن تتحول تلك العقوبة حينئذ إلى لطف ورحمة لأنها تدفع أحياناً إلى اليقضة والانتباه . أما العقوبة التي واقع أنت الآن في حبائلها والتي هي نتيجة عملك فهي عقوبة
خالصة مائة بالمائة.
والنكبات الواقعة إنما هي نتائج وآثار أعمال
الإنسان أنفسها.
وفي مورد هذه الآثار والنتائج يقول القرآن
( وَمَا ظَلَمنَهُم ولكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ)