الشهيد القائد طارق خندقجي(أسد الثوار) رحلة الخلود من الميلاد الى الاستشهاد
+3
سراج الاقصى
الزعيم
كاسك يا وطن
7 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
كاسك يا وطن
عضو جديد
عدد الرسائل : 5 العمر : 38 المستوى التعليمي/العمل : جامعي الهوايات : الرياضه : تاريخ التسجيل : 24/05/2008
موضوع: الشهيد القائد طارق خندقجي(أسد الثوار) رحلة الخلود من الميلاد الى الاستشهاد السبت يونيو 07, 2008 12:06 pm
السـلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الشهيد القائد طارق خندقجي(أسد الثوار)
رحلة الخلود من الميلاد الي الاستشهاد
انه الشهيد الفارس المجاهد طارق سعيد فارس خندقجي ، ولد من ابوين كريمين عارفا معنى الانتماء للوطن فرضع حليب العز والانفة والحرية وفطن عن معاني الخضوع والخنوع ، ابصر النور على ويلات ونكبات هذه الأمة كان ذلك في بداية عقد الثمانينات من القرن العشرين حيث ولد في ظل الغطرسة الشارونية مطاردته لمن حمل العزة الكرامة داخل وخارج الوطن حيث صبرا وشتيلا .
ولد الشهيد في مرحلة تحول الكل فيها إلي عبيد ولم تكون تتمثل الكرامة إلا في ثلة قليلة من هذا الأمة فتتطلع ببصيرته البريئة وبعينيه اللامعتين إلي ذلك النور المتمثل في هذه الثلة في أخر النفق.
نشا الشهيد وترعرع في كنف عائلة محافظة أعطت كل قيمة من قيم هذا الوطن حياة ورونقا مما جعله ينمو ويترعرع في ظل أشجار لاتقبل النار الاواقفة وعلى ضفاف ينابيع تفجرت بالحب والحنان والقوة مما انعكس بذلك على سلوكه وتصرفاته فكانت تلك الصورة في الصبي الذي يحمل فيها قران باليمين والسلاح الطفو لي بلاخرى تعبيرا عما يجول في خواطره وما يعمر وجدانه رغم حداثة سنه ، إلا أن حب الأقصى وفلسطين لايحده سن ولاتلزمه شهادة ولا استئذان من احد ولكنه شعور وقر في قلب الشهيد وصدقه العمل تماما كالإيمان .
هذا الشعور الذي دفع بالكثير من المجاهدين ليقدموا الغالي والنفيس من اجله لتعيش الامة بعزة وكرامة.
وبهذه الهمة وبهذه العزة وبهذا الفكر كان للشهيد أثره الواضح في تعامله مع إخوانه والذي تمثل بروح الدعابة والمرح متجاوزا كل أعباء الوضع القائم وكل الحواجز التي وضعها الاحتلال لتنغص حياة الناس فكان لا مباليا بكل ذلك وكانت الابتسامة لاتفارق وجهه الأسمر المشرق الطلق وعيناه البراقتان اللامعتان الممتلئتان بالحب والقوة .
إلا إن معوقات الواقع الذي احاطتت بالشهيد طارق والمرحلة الحرجة التي كان يمر بها الشعب الفلسطيني حالت دون أن يجسد الشهيد نظرياته إلي واقع وأقواله إلي أفعال إلى أن شاء الله ودنس ذلك النكرة (شارون)أرض الأقصى في التاسع والعشرين من أيلول لعام 2000ليبدأ الشهيد مشواره الجهادي مع إعلان بدأ انتفاضة الأقصى هنالك بدأ مشواره الحقيقي والعملي لما حلم به طوال عمره هنالك بدأت المشاعر الجياشة والأحاسيس المرهفة تنطلق حمما على عدو الأمة فبدأ بالحجر كبقية أبناء هدا الشعب فسطر اسمى دروس البطولة والمقاومة وتتدرج حتى امتشق سلاحه فاحتضن تلك السمراء بصدره الحنون لتعطيه دفئا وحنانا يفوق حنان الأمة والزوجة لتعطيه حرارة بعد كل غارة، جعلته يحبها بجدارة الم يقل احد المجاهدين: ما في يوم يهدي إلي فيها عروس أنا لها محب أنا لها محب ، أو ابشر بغلام أحب إلي من ليلية البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو.
هذه السمراء التي طالما أحبها وأحبته وعشقها وعشقت صدره الدافئ حيث تنام معه بين الصخور والجبال وفي الأزقة والتلال . عشق الإمساك بخاصرتها لتزغرد مطلقة حممها ليهرول أمامها الجبناء ولسان حاله يقول: سمراء أحببتها حب للأبد ولفظها بعد عون الله معتمد حوراء قامتها الهيفاء ضاربة حيفوظة السر لاتوشي إلي احد خرساء ما نطقت إلا بمكرمة وإذا زغردت قررت حقي ومعتمد
هكذا انطلق الشهيد من مرحلة إلي مرحلة لتبدأ مرحلة المطاردة في منتصف كانون الأول من عام 2001 ومعارك الكر والفر ومن تلال قريته المطلة على خط المستوطنين (باقة الشرقية-طولكم) إلى مقر الارتباط العسكري إلى أزقة مخيم وشوارع مدينة طولكم إلى باقي المدن
والقرى والمخيمات ففي كل موقع ترك بصمة وعلى كل جدار ترك علامة وعلى كل تلة نصب موقع وفي سفح كل جبل حفر خندقا فرددت كل فلسطين صدى رصاصاته .
لقد فاق الشهيد أقرانه بشجاعته وإقدامه وبطولاته حيث بدأت أوسمة الشرف تزين جبينه الطاهر ومن لقب مهندس العبوات الناسفة إلى قائد كتائب الرد السريع إلى أسد الثوار إلى قائد معركة مخيم طولكم في نيسان عام 2002تلك المعركة التي كان فيها قائدا للقلة التي صمدت بعد أن سلم البعض وفر البعض الآخر ليبقى هو وبعض رفاقه ليسطروا ملحمة للبطولة نجا فيها ورفاقه بأعجوبة بعد معارك طاحنة تكبد فيها العدو الكثير من الخسائر.
لقد كان الشهيد بأشد الساعات وأحرجها وفي أضيق الظروف في الوقت الذي يكون إخوانه بأمس الحاجة لمن يفك الطوق عنهم وكأن الله هيأه لتلك اللحظات ليخرج من تحت الركام ومن تحت الأنقاض شامخا مضيء الوجه بعينيه البراقتين يطلق حممه في وجه الغاصب لترتسم بعدها ابتسامة غاضبة تبان فيها تواجده مشعرا إخوانه بأن الخطر قد زال فينظر إخوانه إلى بعضهم البعض مندهشين متعجبين فيسارع إلى رد الابتسامة بضحكات عالية متعالية وينتفض لتبدأ المواجهة من جديد ويعلو صوت الرصاص بارتفاع صوت الله اكبر مع كل ضغطة زناد.
هكذا كان الشهيد تتملكه روح المداعبة لا تفارقه الابتسامة حتى في أحلك الظروف ما يضفي على المعارك التي كان يخوضها ورفاقه جمالا لا يحس به إلا من رافقه في حمل السلاح وحياة المطاردة ... وهكذا كان مع إخوانه أحبهم وأحبوه ... طافوا معا ربوع فلسطين ، كيف لا وهذه الصحبة من أوثق أواصر الصحبة فهم شركاء الدم والسلاح والموت وكلهم يردد قائلا لئن لم نلتقي بالأرض يوما وفرق بيننا كأس المنون فموعدونا في دار خلد بها يبقى الحنون مع الحنون .
بقي الشهيد يخوض معاركه بين كر وفر حتى ضاق الأمر عليه بعد استشهاد العديد من رفاقه واشتدت الحملة عليه وبدأ بالانتقال من مكان إلى أخر ومن مدينة إلى أخرى باحث عن ارض يكمل مشواره الجهادي متجنبا الاقتحامات المتتالية في مناطق تواجده إلى أن وصل في أيامه الأخيرة إلى ارض رام الله حيث تبدأ قصة الخلود.
مع انتصاف لليلة شديدة الظلمة غاب فيها ضوء القمر على فيها صوت الذئاب البشرية وهاجت ارض رام الله وماجت بصوت دبابات الغدر تسير حتى جنح الظلام وخلت الأسماء إلا من خفافيش تنطلق حمماها على كل متحرك وساكن على كل حي وجماد على كل ارض وسماء، واحتدم الصراع بين الفوارس والذئاب هذا بدباباته وطائراته وذاك بعقيدته وعزته وكرامته فما هاب الفارس الشهيد كل ذلك فتقدم وتقدم ومازال يتقدم حتى أغاظ تلك الذئاب التي ظنت أن الكل يختبئ من مجرد سماع صوت الرصاص كما يختبئون هم كالفئران في دباباتهم المحصنة عند رؤية المجاهدين وسماع صوت رصاصهم ومع احتدام المعارك وفي ظل إرجاف البعض وتردد البعض الأخر ما زال الفارس يتقدم حتى يقف على باب الجنة يمينه بداخلها والأخرى ما زالت تقاوم ولم يبقى إلا أن تسقط تلك القطرات المباركة تلك القطرات الزكية المعطرة برائحة المسك ليكون على موعد مع الشهادة .
ومن بين تلك الجموع الكثيرة وفي تلك الليلة التي نام فيها أهله وهم يحلمون بعودته كان على موعد مع الرحيل وذلك عند الساعة الثالثة فجرا من يوم الخميس الموافق 6/6/2002..أصابته دبابة الغدر بقذيفة شجت جبينه الطاهر فسال دما بعد كان يسيل عرقا في كل معركة وعند كل مواجهة... لقد خفت صوت الشهيد كما خفت صوت رصاصاته ..لقد ظن رفاقه انه يمازحهم في العتمة وهو بأن وجراحاته تنزف فتقدموا منه فإذا هو مسحن على الأرض مدرج بدمائه.. فساد الصمت الموقع وتعالت صيحات الله اكبر... والشهيد باسما يرسم بجراحاته الطريق لم تاه عن الدرب ولمن ظن أن هذه الأرض تعود بغير الدماء ... ذهب وترك خلفه أمانة لايحملها إلا الرجال .. ذهب و سلم بندقته إلى خلفه كما استلمها من سلفه .... فرحمك الله ياشهيدنا البطل طارق والى جنات الخلد مع من تحب مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007