في رأيي أن الاختلاف هو في الخبرة والدوافع والموانع ، وهذا يكون في الرجال كما يكون في النساء . والمرأة بحكم طبيعة تكوينها الجسدي وطبيعة عيشها في المجتمعات المختلفة تكون خبرتها في الغالب اقل من الرجال . وهذا يعتمد على طبيعة المجتمعات بلا شك ، فالمرأة في المجتمع الإسلامي مثلاُ يقل اختلاطها بالرجال وتواجدها في الساحة العامة وفي مجالات معينة ليست فرضاً عليها كالجهاد مثلاً . وكل هذا يقلل من خبرتها ومعايشتها للوقائع ، كما أن انشغالها بتربية الأولاد وعمل المنزل يبعدها عن الحياة العامة . أضف إلى ذلك طبيعتها الجسدية التي تجعلها تنشغل بالحمل والولادة وما تمر به من الحيض والنفاس وغير ذلك مما يؤثر في نفسيتها وفي تعاطيها مع الوقائع .
ويوجه الإسلام خطابه وتكليفه إلى الإنسان بوصفه إنساناً سواء كان رجلاً أو امرأة ، كما انه لا يفرق بينهما من حيث التكوين العام . ففي كل من المرأة والرجل قدرات عقلية وغرائز وحاجات عضوية ، وان كانت تتفاوت في قوتها وضعفها بين رجل ورجل وبين امرأة وامرأة أو رجل وامرأة . والإسلام في دعوته إلى الإيمان والعبادات والعقوبات والتعليم والأخلاق وغير ذلك لم يفرق بين المرأة والرجل . لكننا نجد أحكاما خاصة بكل من الرجل والمرأة حينما يتعلق الأمر بطبيعة كل منهما أو وضعه في المجتمع ، من مثل الشهادات والميراث واللباس والقوامة وغير ذلك , وهذه أحكام خاصة بكل منهما ، لا يُراعى فيها المساواة أو عدمها ولا المفاضلة أو عدمها .
وعند استعراض نصوص الكتاب والسنة وحياة الصحابة ، فإننا نجد العديد من النصوص والوقائع التي تبين قدرات المرأة العقلية وتبرزها .
• فقد تحدث القرآن الكريم عن ذكاء امرأة العزيز حاكم مصر وتخطيطها المتقن ، عندما جَمعت النسوة ، وتوقعت ما يمكن أن يحصل لهن عندما يرين سيدنا يوسف وينبهرن بجماله .
• وكذلك الحال مع حاكمة سبأ وحنكتها وحسن تدبيرها .
• ومع بنات شعيب عليه السلام عندما أشارت إحداهن عليه أن يستخدم سيدنا موسى ، ثم كان أن تزوج بإحداهن ، ففي هذا تخطيط وبعد نظر ولفت انتباه يدل على توافر القدرات العقلية .
• ولا تخفى مواقف السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة , حيث هدأت من روعه وذكرته بما هو عليه من الصفات الحميدة , وطمأنت نفسه ، ثم أخذته عند ورقة بن نوفل . ثم مواقفها العديدة معه فيما بعد .
• واخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة يوم الحديبية وأشارت عليه بان يحلق رأسه ويخرج للناس ، فكان أن تبعه الناس كلهم بعدما امتنعوا عن الاستجابة لأمره . وهذه القصة موجودة عند البخاري بتمامها في باب الشروط في الجهاد .
• واستشار عمر رضي الله عنه ابنته حفصة واخذ برأيها في مدة غياب الزوج عن زوجته . كما ناقشته امرأته فأنكر عليها أن تناقشه ، وأعلمته أن نساء الرسول يناقشنه باستمرار ، حتى يظل يومه غضبان . وهذا عند البخاري في باب النكاح .
فهذه مجرد أمثلة على واقع مقرر وليست حالات شاذة كما يتوهم بعضهم .
وبرايي ان المراه هي مكمل اساسي للرجل وشريكه له في كل مناحي الحياه ولا وجود لاي منهم دون الاخر وكلمه اخيره فان المراه هي زهرة الرجل وكما قال تعالى" وخلقنا لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها" صدق الله العظيم