قتلتني.. حين رأيتها.. وحين.. جرت نحو لعبتها.. تأخذها.. تحضنها.. تبكيها.. وأبكي أنا معها..
قتلتني.. حين سمعت صدى أقدامها.. جريت.. عبثا.. وراءها.. ركضت.. لهثت.. تعبت.. حتى كدت أن أصلها..
قتلتني.. حين طلبَت لعبتها.. وحين لامس كفي كفها..
هو حب.. من نظرة.. لا أعلم سواها.. هو وله.. من همسة.. لا أسمع سواها.. هو عشق.. من عذاب.. سبحان الذي سواها..
قتلتني مرتين.. لا بل ثلاثا.. لا أذكرها.. لا أبغي من الحياة سوى ذكراها..
أنا عشت طوال عمري.. في صحراء.. هائما.. باحثا عنها..
فوجدتها.. تعيش ملكا نافذاً.. بين أملاكها.. قصر.. وجاه.. وأرض رخام.. لا مثيل لها.. رقص.. وسمر..وهزل.. لا دامت الحياة بلاها..
أنا جئت.. من صحراء.. بعيدة أنت عنها.. قلت لها.. إلي بقطرة ماء.. أشفي بها ظماها.. قالت وهل يذوقها سوى الذي سماها ؟ قلت ما أطيبها.. مادمت أسقيتني إياها..
فذهبت.. وانتظرت.. ولم تأتي ماؤها.. فجلست تحت سقف السماء.. ابتهل إلى ربها.. أنا عبد.. لا مليك.. ربي أرجعها.. فجلست.. وجلست.. وبكيت أياما بلياليها..
مرت عشرون عاما.. وعشرون أخرى.. لا أذكر منها سوى عينيها.. كهل أنا.. لم أعد أحتمل نسيانها.. نخر الوهن عظمي.. فجلست لا حراك لي إلا برؤياها..
غابت شمس وبزغت أخرى.. لا أعلم من الدنيا إلا سكراها..
ثم أقبلت.. وأقبل معها.. صوتها.. رأتني.. ويا ليتني لم أراها..