عاشقة الليل
عضو جديد
عدد الرسائل : 14 العمر : 29 المستوى التعليمي/العمل : طالبة الهوايات : كتابة القصص والسباحة وركوب الخيل : تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: سوا في يد طفلة الجمعة فبراير 20, 2009 11:49 am | |
| كنت أعيش في قرية جميلة يغمرها الحب والحنان وكان لدينا منزل جميل صغير وحوله حديقة صغيره يوجد بها أنواع من الأشجار التي كانت مصدر رزقنا وكنت أنا رغم صغر سني أرعى تلك الأَشجار, والمسؤول عن تقليمها وريَها وقطف ثمارها , كنت أتولى كل هذه المسؤولية لأن أبي كان مريضاً بمرض مزمن ودائماً في الفراش وكانت أمي التي تعتني به وترعى أختي الصغيره ( حياة) التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات وهي متعلقة جداً بأمي وتحبها كثيراً .وأختي حياة ذات عينين جميلتين وشعر أصفر ذهبي اللون يلمع كأشعة الشمس الذهبية, ويوم ميلادها الثاني عندما بلغ عمرها سنتين أهدى لها خالي سواراً ذهبياً, وأختي كانت تحب خالي وليد –رحمه الله-كثيراً وحتى السوار الذي أهداها إياهاوكانت لم تنزعه من يَدها مند اللحظة التي أهداها إياه حتى كبرت حياة ولم يعد يخرج السوار من يدها .وحالة أبي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وجاء الشتاء وازدادت حالة مرضه أكثر فأكثر ’وذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة صحوت من النوم’ يبللني المطر الذي دخل من شباك الغرفة الذي انفتح من شدة الرياح وتسرب مياه الأمطار إلى الداخل فتشبكت داخل غطائي الذي التف حول ساقي وأنا أزداد برداً بدقيقة بل بلحظة بل أقل من لحظة جاءت عاصفة قوية هدمت منزلنا وقلعت جميع أشجار بيتنا ,وأبي من شدة المرض توفي في هذه اللحظة التي تعد أسوء لحظة في حياتي,أبي توفي وأختي الصغيرة حياة التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات سحبتها العاصفة القوية مع الأمطار الغزيرة,وبيتنا انهدم وحديقتنا أصبحت جرداء . وقد تسألونا عن حالنا ,نحن أصبحنا بلا مأوى ننام على أرصفة الطرق بلا أب يحمينا وفوق كل هذا أمي لم تجف عيناها من البكاء على أختي حياة التي ذهبت بلحظة بصر لا نعرف انها ميتة أم عائشة ؟ هذه قصة من تأليفي وارجو ان تعجبكم وبعد أسبوعين من تلك اللحظة رحلنا إلى قرية بعيدة , كالعصافير تهاجر من منطقة لأخرى تبحث عن الملجأ الامن والطعام ,وجدت في تلك القرية عائلة كريمة تحب الخير وأصبحتُ أنا أعمل عندهم كخادمة لأوفر قوت يومنا من الطعام والشراب وغير ذلك دواء لأمي التي مرضَت من سوء حالنا هذا,ووفرت لنا هذه العائلة غرفة لي ولأمي المريضة,واستقرت أحوالنا وبقيت لمدة خمس سنوات على هذا الحال ,أنا أعمل في هذا البيت خادمة أشتري قوت اليوم من الطعام والباقي دواء لأمي المريضة,وذات يوم أردت أن أذهب إلى الصيدلية المجاورة كعادتي لأشتري الدواء لأمي بعد أن أنهي عملي في نهاية كل اسبوع ,وعند ذهابي فوجئت بأن الصيدلية قد أغلقت ,وإذ لم أشترِ لأمي الدواء تزداد حالتها سوءاً ,وذهبت أسأل المارة عن صيدلية مجاورة ,فأرشدني أحدهم ,وعند دخولي الصيدلية لفتت انتباهي طفلة جميلة لا تتجاوز عمرها عشر سنوات ,فأحسست أنها قطعة من قلبي, أردت أن اٌداعبها بل أغمرها وهذا ما فعلته ,ودهش بي صاحب الصيدلية ,ونادى :بأعلى صوته صغيرتي حياة تعالي إلى هنا وبدت على وجهه علامات الغضب , وعندما سَمِعتُ باسم حياة صعقت وأنزلتها من حضني وأول ما نظرت إلى يد حياة ووجدت سوارها الذهبي الذي أهداها إياها خالي وأدركت أنها أختي و لا شك ودموعي سالت على خديَ وقلت لها: وأنا لا أعرف كيف تبعثرت الكلمات من فمي, حبيبتي حياة تعالي إليَ أنا أختك حنان بدت على وجهها علامات الاستغراب, عندما حدثت العاصفة كانت صغيرة ,وأنا شكرت ربي مرتين في هذه اللحظة المرة الأولى لأنني رأيت أختي مرة أخرى ,والمرة الثانية أنهم لم يغيروا اسمها , وأتى صاحب الصيدلية وسحب حياة بقوة وقال لها صغيرتي ماذا حدث لك أنت لا تتكلمين مع أحد لم تعرفيه ماذا جرى لك الأن ,وصرخت حياة بصوت عالٍ ظاهره على وجهِها علامات الطفولة والبراءة, حنان أختي أختي أتذكرك عندما كنتِ تسرحين شَعري؟ أين أمي ؟ أين أبي.؟ لماذا ذهبتم وتركتم الريح يَأخدني لماذا؟تعجبت رغم صغر سنها إلا أنها متذكرة لكل شيء يا لِذكاء هذه الطفلة !,وأتى صاحبَ الصيدلية وقال ماذا تريدين يا انستي ومن اين تعرفين حياة؟قلت: أختي .هز رأسه نافياً وقال لحياة اذهبي العبي مع أختك ياسمين أنت ليس لك غير هذه الأخت ,وسالت الدموع على خديها وردتين اللون وصرخ بها بصوت عالٍ إذهبي بسرعة ,وطردني من الصيدلية ,ورجعت إلى البيت الذي أخدم فيه وأنا أسير على قدمي ولا أعرف كيف ؟كدت أصدم أكثر من مرة بأعمدة الكهرباء ,يا لذلك اليوم أنا حزينه ام سعيده أم كليهما معاً لم أعرف. سعيدة لأني رأيت أختي بعد خمس سنوات و حزينة لأنه طردني صاحب الصيدلية لماذا يوجد هكذا إنسان لماذا لا يحب الخير للاخرين؟ عندما أدرك أني أخت لِحياة اطردني لماذا لماذا ؟جاوبوني,عندما وصلت إلى البيت سألتني أمي أين الدواء؟وأين كنتِ؟ولماذا تأخرت؟وبدأت دموعي تنهمر بشكل أكثر فأكثروذهبت بسرعة إلى أمي وإحتضنتها وقلت لها :رأيت حياة وعندما سمعت أمي إسم حياة صرخت بأعلى صوتها وقالت: ماذا ؟حياة كيف ؟ألم تسحبها العاصفة ؟قلت: نعم ولكنها ما زالت على قيد الحياة ,وبدأت أمي ترتجف,وقالت: وأين رأيتها ؟ولماذا لم تحضريها معك ؟أخبرتها بماحصل,وأصَرت بأن تذهب بنفسها إلى الصيدلية ولكن أصبح الوقت متاخراً. قلت لأمي ,فقررنا أن نذهب في صباح اليوم التالي وأنا لم أنم لحظة واحدة وهكذا أمي ننتظر لكي يحول الصباح, وتمر الساعات ونحن ننتظر كأشهر بل كسنين ,وفي الصباح إستأذنت من صاحب البيت بان اخد إجازة لهذا اليوم فوافق,وذهبت أنا وأمي إلى تلك الصيدلية وعندما وصلنا رأيت أختي حياة مجدداً وأحتضنتاها أمي وأنا كذلك وحصل معنا كما حصل معي في الأمس ولكن لم يطردني من الصيدلية فحسب بل طردنا من القرية إلى قرية بعيدة ,طردنا بدون أن نأخد أمتعتنا وحتى بعض من المال يا لقسوة ذلك الرجل!,ودمعة أمي من جديد لم تجف, في الليلة الأولى لم نجد أحد ان يساعدنا أو ننم عنده ليلة واحدة فقط وبقينا على أرصفة الطرقات ومن الصباح الباكر ذهبت أنا وأمي المريضة التي لم تشرب الدواء أو تأكل شيءاً. نبحث عن عمل والحمد لله وجدنا عائلة ليدها بيت صغير وغرفة بجانب هذا البيت ,وعند دخولنا للبيت ظهروا لنا بكل سعادة وحب وفرحوا بمجيئنا وأحضروا لنا الطعام والشراب وغرفة صغيرة لي ولأمي وقالت لنا العجوز: أنا أصبحت كبيرة في السن ولا أسطتيع أن أساعد إبنتي ليلى وزوجي سالم في تقليم الأشجار وحرث الأرض وقطف الثمار وكنا نبحث عن أحد يساعدنا .هل تقبلون؟ قلت:نعم بالتأكيد ولكن أمي مريضة لم تستطع, قالت العجوز: لا بأس ,أنتِ تعرفين تقليم الاشجار...؟قلت نعم أنا كنت مسؤؤلةعن كل هذه الأمور في قريتنا وبدأت الدموع تنهمر من عيني,ونظرت العجوز إلى إبنتها ليلى وزوجها سالم نظرة إستغراب ما بك أنتِ مريضة؟ قلت: لا وبسرعة ذهبت وغسلت وجهي ولكن بلا فائدة .الدموع تزداد وتسيل على خدي وأمي كذلك ,وكررت العجوز سؤالها ما بكم قلت :أختي أختي حياة ولم أقدر أن أكمل فالدموع تزداد بالإنهيار وعينيني تزداد بالإحمرار ,قالت: ليلى لا بد أنكم متعبون من طول الطريق والسفر هيا إلى الغرفة لتأخدا قسطاً من الراحة ,وذهبت أنا وأمي إلى الغرفة فأنا من يومين لم أنم وهكذا أمي وذهبنا في نوم عميق إلى صباح اليوم التالي فكنت أنا بأحسن حال من الأمس وهكذا أمي وخرجنا من الغرفة أنا وأمي وكانت العجوز وابنتها معدتان لنا الفطور وقلت :صباح الخير يا خالتي وصباح الخير يا ليلى وأمي كررت ذلك وقالت: ليلى كيف حالكم اليوم ؟وقالت :العجوز نتمنى أن تكونوا بأحس حال ,قلت :أجل وجلسنا حول المائدة وبدأنا بتناول الفطور وبعد ما إنتهينا قامت أمي بنقل الأطباق إلى المطبخ والعجوز بغسل تلك الاطباق أما أنا وليلى وأبوها سالم ذهبنا إلى الحديقة وباشرنا في العمل وأنا كنت سعيدة جداًواستقرت أحوالنا وكل يوم تزداد محبتي للأسرة وخاصة ليلى لم أعرف لماذا ؟يمكن شعرت أنها أختي أو أنها بنفس عمري ,وبقينا على هذا الحال لمدة سنتين,وفي يوم من الأيام كنا أنا وليلى جالسَين تحت الشجرة في حديقة المنزل ونسمع الأخبار في المذياع وسمعنا أنه يوجد حرب في القرية التي كنا فيها عندما طردنا صاحب الصيدلية هل تذكرونها؟؟وسمعنا أن أصحاب القرية قد هاجروا ومنهم من توفي ومنهم من أحرق ومنهم من تَقطع جسمه إلى أشلاء ,وعندما سمعت هدا انقبضت أنفاسي ووقف قلبي عن النبض ,يا ربي احمي أختي وإحفظها لي ولأمي وبكيت إلى الله أتوسل يا ربي يا ربي ,وكنت كل يوم أمشي في الشوارع تأملاً بأن تكون أختي على قيد الحياة ومن أحد المهاجرين اللذين هاجروا إلى القرية ,وبعد أسبوعين من هدا الحال وأنا كنت جالسة في الحديقة أتأمل بهذه الدنيا وبم حصل لنا فيها من متاعب ,وأتامل بالناس وكيف يوجد منهم الظالم والمظلوم ويوجد منهم المحب والرؤوف ويوجد منهم المسكين والضعيف والقوي والغني والفقير يا إلهي ما أكبر هذه الدنيا في لحظة خسرت البيت وحديقتنا وأبي وأختي وفي لحظة هاجرت إلى مكان أخر ومن هذا المكان إلى هنا هذه هي الدنيا ويجب أن اتقبلها كما هيَ ,وأنا أتامل سمعت صوت أحد يدق الباب وإذ هي بطفلة جميله ولكنها ذات ثوب متسخ وكأنه محروق ,وسألتها ماذا تريدين يا صغيرتي؟ ,وبسرعة قبل أن تجاوب على سؤالي سالتها ما اسمك؟قالت:ياسمين وبسرعة تذكرت عندما قال :صاحب الصيدلية لحياة اذهبي والعبي مع أختك ياسمين أنت ليس لك أخت غيرها ,وقالت أرجوك يا خالتي أريد أن تساعدي أختي حياة فقد أغميَ عليها من شدة الحزن على والدي وأمي اللذين توفيا في الحرب ,قلت :أين هيَ قالت :إنها بجوار الدكان المجاور ولم أستطع حملها وأريدك أن تساعديني في اسعافها ,قلت :هيا وبسرعة,وناديت ليلى لكي تساعدني دون أن أخبر أمي ,وذهبنا وأول ما رأيتها بكيت ونظرت إلى يدها والسوار الذي كان لونه أسود وثوبها كذلك وبسرعة حملتها أنا وليلى وإلى أقرب عيادة طبية نقلناها وأجرينا لها العلاج المناسب والحمد لله رب العالمين ’وبعد ذلك اخرجناها من العيادة وقال:لنا الطبيب أنَ يلزمها الراحة طويلاًوذهبنا بها إلى البيت وكانت حياة متشوقة لرؤية أمي خاصة بعد كل هذه السنين وبعد ما توفيَ أهلها التي عاشت وتربيت بينهم ,وكانت المقابلة بين أمي وحياة مقابلة حارة حزينة فرحة لا يمكن وصف شعور تلك اللحظة ورأيت في عينين حياة جميع الذكريات الماضية المحزنة ,وبعد كل هذه المتاعب والمشقات والحمد لله رجعت لنا أختي والحمد لله وكما يقال (بعد العُسرِ يُسرا)والصبر مفتاح الفرج,ورجعت لنا حياة وتربيت بيننا ورجعت الإبتسامة على وجه أمي وأصبحت حياتنا كما كانت مليئة بالحب والحنان ,ولم نُربي أختي حياة فحسب بل وياسمين هل تذكرونها ؟إنها أخت لحياة والتي أصبحت مسكينة يتيمة الأبوين ونحن كنا نحبها ونعاملها أحسن معاملة وكما أصبحت بمثابة أختي حياة ,وأُمي تَحسن حالها كثيراً والحمد لله ,وبما أن ازداد عددنا قررنا توسيع الحديقة وبناء غرفة جديدة وزرع الحديقة بالخضراوات وأصبحت الابتسامة على وجوهنا جميعنا نضحك ونعمل بجد لكي نكسب رزقنا والله المستعان.[i][u] | |
|
عاشقة الليل
عضو جديد
عدد الرسائل : 14 العمر : 29 المستوى التعليمي/العمل : طالبة الهوايات : كتابة القصص والسباحة وركوب الخيل : تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: رد: سوا في يد طفلة السبت فبراير 21, 2009 11:34 am | |
| | |
|
الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007
بطاقة الشخصية مزاجي: سارح
| موضوع: رد: سوا في يد طفلة الخميس فبراير 26, 2009 11:56 am | |
| بدون تعليق وبدون اي كلام قصة غاية في الروعة يسلمو هالانامل | |
|