طرائف فلسطينية حقيقية

نظمت مدرسة انس ابن مالك العليا الإعدادية للبنين في غزة معرضا للتراث الفلسطيني وخصصت جانب من المعرض لمخلفات الحرب الإسرائيلية حيث قام الطلاب بطرح هذه الفكرة على المشرف على المعرض فوافق فجمعوا شظايا صواريخ وقنابل أطلقتها طائرات اف 16 والاباتشي والدبابات الإسرائيلية.
واعتبر الأستاذ احمد ساكن مدير المدرسة هذه الخطوة من الطلاب تعبير عن غضبهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تدمير وقتل متواصل من العدوان الإسرائيلي موضحا ان مدرسة انس ابن مالك التي يديرها تقع بين المقرات الأمنية ومنها مجمع أنصار والذي تعرض للقصف اكثر من 25 مرة وغرفة العمليات للقوة 17 التي تعرضت للقصف المستمر ومهبط الرئيس عرفات الذي دمرته قوات طائرات الاحتلال ومرجعية فتح التي تعرضت للقصف أيضا اكثر من مرة.
وقال أحمد ساكن لدنيا الوطن: "ان المدرسة تحرص دائما على تنظيم معارض للتراث الفلسطيني حفاظا عليه من الاندثار وكل مقتنيات هذا المعرض هي لأدوات كان يستعملها أهلنا قبل حرب 48 مثل الطاحونة التي تطحن القمح والشعير في قديم الزمان والملابس التراثية وكل شيء كان يتعلق بحياة أهلنا قديما".
وأوضح ساكن انه خصص في هذا المعرض جانب لمخلفات الحرب الإسرائيلية حيث هذا الجانب نظم بمجهود من الطلاب والذي أرادوا ان يعبروا بطريقهم الخاصة عن غضبهم لما يتعرض له شعبهم ولتوثيق أدوات الدمار الإسرائيلية مشيرا الى ان هذه الفكرة هي من بعض الطلاب والذين قاموا من تلقاء أنفسهم بجمع هذه المخلفات المعروضة وهي مخلفات لصواريخ أطلقتها طائرات اف 16 وطائرات اباتشي ورصاص من نوع 800 و1000و500 أطلقته الدبابات وبقايا قنابل ضوئية كانت تطلقها القوات الإسرائيلية في سماء المنطقة.
وقال ساكن "ان الموقع الجغرافي للمدرسة شاء ان تكون بين مراكز أمنية تعرضت للقصف المستمر وكل هذه المراكز قصفت أثناء الدوام المدرسي مما اثر على نفسية الطلاب وجعلهم يتبعوا القصف ويشاهدوا آثاره المدمرة حيث كان هناك قصف مستمر لهذه المراكز المحيطة بالمدرسة".
وأضاف مدير مدرسة انس ابن مالك العليا: "ان حب الاستطلاع عند الطلاب جعلهم يجمعوا مخلفات الدمار والقصف وأرادوا وعلى طريقتهم الخاصة ان يعبروا عن غضبهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصف وتدمير وجمعوا هذه الأدوات التي تدل على التدمير في المنطقة وهذا جعل المدرسة تبذل جهد كبير لتبعث الثقة في نفوس الطلاب من خلال تنظيم هذا المعرض وجعلهم يتابعوا دراستهم ولم ينقطعوا عنها".
وأشار ساكن الى الطالب في جميع دول العالم والذي توفر له جميع سبل الحياة المريحة والجو الدراسي الهادئ موضحا ان الطالب الفلسطيني ياتي الى المدرسة ليرى بقايا الصواريخ وبقايا الدمار التي تحيط بالمدرسة وقال "رغم كل هذه الظروف الصعبة هناك تعاون ما بين الطلاب والمدرسة لتسير المسيرة التعليمية على اكمل وجه".
وقال "هذه الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني تفرض نفسها على الطلاب الفلسطينيين فنظموا هذا المعرض من تلقاء أنفسهم ليشاهد العالم اجمع ما تتعرض له المدرسة الفلسطينية في الوقت الحالي".
وأكد ساكن ان الطلاب الذين يقومون بجمع هذه الأشياء هم طلاب يعيشون بجانب الأماكن التي تقصف مشيرا الى ان "الطلاب وبعد انتهاء القصف بمدة يذهبون ليشاهدوا آثار الدمار فيجدوا هذه المخلفات فحضروها معهم لكي يشاهدها الطلاب الآخرين".
وقال الطالب احمد دغمش وهو طالب من الذين قاموا بجمع هذه المخلفات: "انني أحضرت هذه القنبلة الضوئية ومعها المظلة التي تكون ملصقة فيها وهي عبارة عن مخلفات للقنابل الضوئية التي تطلقها قوات الاحتلال في سماء منطقة الشيخ عجلين حيث اسكن" مشيرا الى ان قوات الاحتلال تطلق هذه القنابل الضوئية لتكشف المقاتلين الفلسطينيين الذين يقومون بإطلاق النار على مستوطنة نتساريم جنوب غزة.
وأوضح الطالب دغمش انه لا يذهب مباشرة لإحضار هذه الأشياء خوفا من ان تكون فيها أشياء تلحق به الضرر بل يذهب بعد فترة ويحضرها وقال "حين إحضار هذه المخلفات استعين بجنود الأمن الوطني وهم الذين قالوا لي إذا وجدتها خفيفة الوزن يعني أنها فارغة وقد انفجرت وبعد ذك احملها وإذا وجدتها ثقيلة الوزن فمعني ذلك أنها لم تنفجر فلا احملها".
وأضاف دغمش "أنا طرحنا على المشرف على المعرض بأن نجلب هذه المخلفات لكي يشاهدوها الطلاب وزوار المعرض وليشاهد العالم ما نتعرض له من آلة الحرب الإسرائيلية، وكيف تؤثر هذه الحرب علينا كطلاب".
وقال الطالب منتصر شملخ وهو أيضا من الذين احضروا هذه المخلفات "إنني جمعت شظايا صواريخ إسرائيلية أطلقت على المقرات الأمنية التي تقع بجانب بيتنا كما إنني جمعت بعض الشظايا من مجمع أنصار الذي يقع بجانب المدرسة والذي تعرض للقصف اكثر من مرة".
وأضاف "نحن جمعنا أدوات الحرب الإسرائيلية من تلقاء نفسنا وعرضناها على الأستاذ المشرف على المعرض فوافق على فتح جانب من معرض التراث الفلسطيني لهذه المخلفات وكان هدفنا كطلاب من جمع هذه الأشياء ليرى العالم ما نتعرض له ونوع الأسلحة التي تطلق على الشعب الفلسطيني الأعزل".
وقال الطالب شملخ: "إنني اجمع هذه الأشياء بعد القصف بمدة أذهب الى المقر او المكان الذي قصف واحضر بعض الشظايا او مخلفات الصواريخ التي تطلقها طائرات اف 16 وطائرات اباتشي وذلك دون تكليف من أي شخص وأضعها في الجانب المخصص لهذه الأشياء".
وتابع "وجمعت عدد كبير من الرصاص من نوع 1000 ومن نوع 800 و500 الذي تطلقه الدبابات الإسرائيلية المتمركزة عند مفترق نتساريم والتي تقتحم المنطقة من حين الى آخر".
وفي هذا السياق قال عيد السقا مشرف على المعرض "ان فكرة عرض مخلفات الحرب الإسرائيلية نبعت من الطلاب حيث ان الطلاب هم الذي قاموا بجمع كل هذه الأشياء وهي جميعها من مخلفات آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني فخصصنا جانب في المعرض الدائم للتراث الفلسطيني لهذه الأشياء وقام الطلاب بجمع هذه الشظايا وهذه القنابل وبقايا الصواريخ التي تطلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي علت الشعب الفلسطيني".
وأضاف السقا: "ان الطلاب الذين جمعوا هذه الأشياء هم الذين تكون بيوتهم قريبة من مكان القصف فيذهبوا بعد القصف لمشاهدة آثار الدمار ويجمعوا كل هذه المخلفات ويحضروها معهم الى المدرسة حتى اصبح عندنا في المدرسة كم هائل من هذه المخلفات وقمنا بتخصيص جانب من المعرض لهذه الأشياء، واعتقد ان الطلاب بهذا العمل يريدوا توثيق هذه الأشياء لكي يعرف العالم اجمع ان الطالب الفلسطيني يعيش في ظروف صعبة وجو تدريسي صعب في ظل أجواء هذا العدوان".
وقال عبد الفتاح نصار مسؤول الإعلام في مديرية التربية والتعليم في غزة "ان وزارة التربية والتعليم تنظم دائما المعارض لكن في الانتفاضة اختلف الوضع حيث أصبحت المعارض تعرض فيها جزء كبير من مخلفات الحرب الإسرائيلية" مشيرا الى ان هذه الأشياء تعبر عن ما يتعرض له الطلاب الفلسطينيين من قصف وتدمير وكيف حرموا من العيش بحياة طبيعية باقي طلاب العالم".
وأضاف "ان الطلاب يوجد عندهم حب استطلاع فيقوموا بجمع هذه الأشياء ويأخذوها في اليوم التالي معهم على المدرسة لكي يطلع عليها زملائهم في المدرسة وجمعوا منها كم هائل مما جعل يخصص لها جانب في معرض التراث الفلسطيني الدائم".