الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين، والرحمة المهداة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وآله
وصحبه أجمعين وبعد.
فإن الله سبحانه وتعالى امتن على أناس من عباده فاختصهم
بالفضل والرفعة وعلو الشأن، وأجرى على أيديهم من الفضائل ما لا يستطيع وصفه الواصف،
ولا حصره الحاصر، ومن هؤلاء النفر الكرام الذين اصطفاهم الله-سبحانه وتعالى-
بالتكرمة والفضل الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق، المبرأة من فوق سبع سماوات أم
المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي-صلى الله عليه وسلم- وعفته وريحانته
وحبيبته، فكم لها من الفضائل العظيمة! وكم لها من السجايا الرفيعة! وكم لها من
المنازل الكريمة، كيف لا وقد ترعرعت ونشأت في بيت الإيمان وأكرمها الله بأن صارت
زوجاً لخير الأنام، لقد تبوأت أمنا عائشة- رضي الله عنها-مكانة عالية في قلب نبينا-
صلى الله عليه وسلم-فكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويُسر بقربها
ويعرف رضاها من سخطها فنهلت من ينابيع النبوة ما صارت به من أفقه نساء هذه الأمة،
فهي بحق أسعد زوجة وحُق لها ذلك فيكفي في بيان فضلها ما ذكره النبي-صلى الله عليه
وسلم- عندما سئل عن أحب الناس إليه فقال: "عائشة"، ومن هذا المنطلق أقدم لكل القراء
الكرام هذه الشخصية العظيمة والزوجة الحبيبة ليتعرف القارئ الكريم على سيرتها
العطرة الزكية ولتتأسّى بها كل فتاة وكل زوجة تبحث عن القدوة الحسنة والمثل العليا
والحياة السعيدة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نشأتها
رضي الله عنها
أينا لا يعرف هذا الاسم العظيم وأينا لم يسمع به من قبل؟ أغلب
الظن أن أكثرنا- إن لم نكن جميعاً- نعرفه حق المعرفة، هذا الاسم الكريم الذي تحمله
حبيبة رسول الله-صلى الله عليه وسلم، الأثيرة عنده، أفقه نساء الإسلام، المبرأة من
فوق سبع سماوات، في بيت الصدق والإيمان ولدت، وفي أحضان والدين كريمين من خيرة
صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تربت، وعلى فضائل الدين العظيم وتعاليمه
السمحة نشأت وترعرعت، هذه هي عائشة الصديقة بنت الصديق- رضي الله عنها-وحسبها أن
تكون ابنة أبي بكر الصديق ليُنزلها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من قلبه وبيته
أعز مكان، تلك السيدة العظيمة التي أثارت بذكائها وغزارة علمها وفقهها وسمو أخلاقها
إعجاب السلف والخلف فعلموا يقينًا لماذا تبوأت تلك المكانة الكبيرة عند رسول
الله-عليه الصلاة والسلام-ومن ثمَّ لن نعجب من كثرة ما سيمر بنا من مواقف تربوية
رائعة وفوائد دعوية عظيمة استقيناها من حياة أم المؤمنين الصديقة الحبيبة عائشة رضي
الله عنها.
إنها عائشة زوج الرسول وأحب نسائه إلى قلبه، والدها أبو بكر الصديق
صاحب رسول الله ورفيقه في الغار، وأمها أم رومان بنت عامر كانت زوجة فاضلة وأماً
بارة وسيدة حكيمة، وأخوها عبد الرحمن بن أبي بكر، وأختها أسماء ذات النطاقين التي
وقفت مع ابنها عبد الله بن الزبير وشدت من أزره أمام طغيان الحجاج.
كانت ولادة
عائشة في مكة المكرمة، تلك البقعة المباركة من أرض الله، وكان والدها من كبار
التجار في مكة، ودّرت عليه التجارة الشيء الكثير فعاش في بحبوحة من العيش، وكان
رجلاً كريماً باراً بأولاده وأسرته، وكان يحمل كثيراً من الصفات التي اتصف بها
الرسول-صلى الله عليه وسلم-.
كانت عائشة-رضي الله عنها- بعد أن تزوجها الرسول في
بيت النبوة حبيبة إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قريبة إلى نفسه، مقربة إلى
قلبه، لا يفارقها حتى يعود إليها وملء فؤاده شوقاً وحنيناً.
كانت أم المؤمنين
عائشة حاملة للواء العلم والمعرفة، عارفة بأحداث عصرها الذي عاشت فيه، خبيرة بشئون
بيتها وما يجب أن تقوم به، وكيف لا وقد نشأت في بيت أبيها الذي كان أعلم الناس
بأنساب العرب وأيامهم، وفقهت أمور دينها وتعلمت مبادئ الإسلام في مدرسة الرسول-صلى
الله عليه وسلم-، وتلقت أصول الأدب والأخلاق على يد من أدبه ربه فأحسن
تأديبه.
وكانت حياتها في بيت النبوة الذي نزل فيه الوحي، ويتلى فيه القرآن آناء
الليل وأطراف النهار.
من أجل هذا كله كانت عائشة على قدر كبير بفقه الإسلام
ومبادئه، ودراية بأنواع المعرفة، إنها حكيمة أخذت حكمتها من كتاب الله تعالى،
وبليغة أخذت بلاغتها من أدب الرسول، وفصيحة لأنها عربية نشأت بين بطاح مكة، ومؤثرة
لأنها استقت من نبع الإسلام وتعلمت الكثير من آداب الرحمن.
ولعائشة-رضي الله
عنها- إخوة وأخوات أسلموا جميعاً وحسن إسلامهم وهاجروا وجاهدوا مع رسول الله-صلى
الله عليه وسلم-.
هذه هي أسرة السيدة عائشة: أسرة مؤمنة مهاجرة ضحت من أجل
الإسلام أعظم التضحيات، وأبلت في سبيل الدعوة أحسن البلاء، وقدمت لرسول الله-صلى
الله عليه وسلم-أعظم الخدمات لتيسير هجرته ونشر دعوته.
نعم ولدت عائشة في أحضان
هذه الأسرة الكريمة وكانت نشأتها كلها في الإسلام فقد روي عنها أنها قالت: "لم أعقل
أبوي إلا وهما يدينان دين الإسلام" فنشأت- رضي الله عنها- منذ نعومة أظفارها في ظل
تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وشهدت في طفولتها أشد المراحل التي مرت بالدعوة
الإسلامية وما تعرض لـه المسلمون من أذى واضطهاد.
العروس المباركة
ذكرت
لنا-رضي الله عنها-كيف تمت هذه الزيجة المباركة، بل إنها تذكر أدق ما فيها من
تفاصيل؛ وما ذلك إلا لأنها تمثل لها أجمل وأحلى ذكرياتها التي تحن إليها، وكيف لا
وهي ذكريات لقائها بزوجها الحبيب الذي أحبته أعظم الحب، وعاشت معه أسعد السنوات،
فإن لتلك الذكريات في قلبها أعظم مكان ؛ فلنستمع إليها وهي تروي لنا تفاصيل هذه
الزيجة المباركة فتقول: "لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله
ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً، قال: من البكر ومن الثيب؟
قالت: أما البكر فعائشة بنت أحب خلق الله إليك، وأما الثيب فسودة بنت زمعة وقد آمنت
بك واتبعتك. فقال: اذكريهما علي، قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان ما أدخل
الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: رسول الله يذكر عائشة. قالت:
انتظري فإن أبا بكر آتٍ، فجاء أبو بكر فذكرت ذلك لـه فقال لها: قولي لرسول الله
فليأت فجاء فزوجه إياها، ثم إنها تعرض لنا- رضي الله عنها- الخطوة الثانية في هذه
الزيجة فتقول: فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما
أدري ماذا تريد؛ فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب، فقلت: (هه هه) حتى ذهب نفسي؛
فأدخلتني بيتاً فإذا نسوة الأنصار فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر (
).
وهكذا نلاحظ رواية عائشة لأدق تفاصيل تلك الزيجة الكريمة، زواجها برسول
الله-صلى الله عليه وسلم-حتى إنها لتذكر أنها كانت تلعب آنذاك على الأرجوحة، بل
إنها تذكر أنها قد لهثت وتتابعت أنفاسها بسبب جريها وسرعتها في تلبية نداء أمها،
وإننا لنستشف من ذلك عظم مكانة تلك الذكريات عندها وتقديرها لأمها-رغم حداثة
سنها-وذلك بترك اللعب مع الصويحبات والاستجابة للنداء، وهكذا ينبغي أن تربي الأمهات
أطفالهن فللأم مكانة عظيمة واحترام كبير ينبغي أن يربى الطفل وينشأ عليه منذ نعومة
أظفاره لتعظم في نفسه مكانة الأم، ولترسخ في ذهنه حقوقها عليه وواجبه تجاهها، ولكن
هل كان ما روته عائشة هو أول مراحل هذه الزيجة؟ لقد كان هذا ما تعتقده أم
المؤمنين-رضي الله عنها-حتى حدثها رسول الله أن زواجه بها كان وحياً من الله
تعالى.. فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة: "أُريتك في المنام ثلاث ليال،
فجاءني بك الملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول:
إن يكُ هذا من عند الله يُمْضِه"( ).
والنبي-صلى الله عليه وسلم-لم يتزوج عائشة
فور خطبتها؛ ولعل ذلك يرجع إلى صغر سنها، فرسول الله-صلى الله عليه وسلم-لم يرض أن
ينتزع الصبية اللطيفة من ملاهي صباها أو يثقل كاهلها بمسؤوليات الزوج وأعبائه، كما
إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان مشغولاً بالمصاعب الجمة التي مرت به.. وقد أحب
رسول الله-عليه الصلاة والسلام-زوجته الصغيرة كثيراً فكان يوصي بها أمها أم رومان
قائلا: "يا أم رومان استوصي بعائشة خيراً واحفظيني فيها"، وكان يسعده كثيراً أن
يذهب إليها كلما اشتدت به الخطوب وينسى همومه في غمرة دعابتها ومرحها وقد أحبت
عائشة زيارات رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لها وأسعدها، فلم يكن يخطئ رسول الله أن
يأتي بيت أبي بكر طرفي النهار إما بكرة وإما عشية. ثم إن رسول الله-صلى الله عليه
وسلم-هاجر مع رفيقه أبي بكر إلى المدينة وخلفوا وراءهم في مكة آل النبي-عليه الصلاة
والسلام- وآل أبي بكر، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة أرسل يحضر
أهله وأهل أبي بكر، وقد تعرضت الأسرتان في طريق الهجرة لمصاعب كثيرة وأخطار عديدة
ولكن أنقذتهم العناية الربانية.
ومن ذلك ما روته عائشة-رضي الله عنها-حيث قالت:
"قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية ضعينة-اسم مكان-فنفر جمل كنت عليه نفوراً منكراً
فوالله ما أنسى قول أمي: يا عُريسة، فركب بي رأسه-كناية عن استمرار نفوره-فسمعت
قائلاً يقول: ألقي خطامه، فألقيته فقام يستدير كأنما إنسان تحته.
وقد صبروا-رضي
الله عنهم- وتحملوا مصاعب تلك الهجرة وأخطارها تاركين خلفهم الأهل والوطن ومرابع
الصبا مُضحين بذلك كله في سبيل هذا الدين العظيم مبتغين أجرهم عند الله، وهذا خير
ما بنبغي أن يتربى عليه الجيل المؤمن، فالمسلم الحق مستعد بكل نفس راضية مطمئنة أن
يضحي بكل غال ونفيس في سبيل ما يعتنقه من دين عظيم ومبادئ سامية غير مبالٍ بما قد
تؤدي إليه هذه التضحية من أخطار أو خسائر مادام قلبه عامراً بهذا الدين العظيم
ونفسه مطمئنة بتعاليم ربه الكريم.
وصلت العروس المهاجرة إلى المدينة المنورة،
وهناك اجتمع الحبيبان، وعمت البهجة أرجاء المدينة وأهلت الفرحة من كل مكان،
فالمسلمون مبتهجون لانتصارهم في غزوة بدر، واكتملت فرحتهم بزواج رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-بعائشة، وقد تم هذا الزواج الميمون في شوال سنة اثنتين للهجرة وانتقلت
عروسنا إلى بيت النبوة، ولقد كانت هذه النقلة من أجمل ذكريات عائشة وأغلاها، وكون
هذه النقلة في شهر شوال فقد أحبت أم المؤمنين هذا الشهر واستحبت أن يُبنى بالنساء
في شهر شوال فهو عندها شهر الخير والبركات، وتروي لنا-رضي الله عنها-استعدادها
للزواج وتجهيز أمها لها فتقول: كانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تدخلني على رسول
الله فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب فسمنت كأحسن سمنة. ثم تصف لنا
وليمة العرس فتقول: والله ما نُحر علي من جزور ولا ذبحت شاة ولكن جفنة كان يبعث بها
سعد بن عبادة إلى رسول الله يجعلها إذ ذاك بين نسائه.
ولقد كانت أسماء بنت يزيد
ممن جهزت عائشة وزفتها إلى رسول الله-عليه الصلاة والسلام- وهي تحكي لنا
تقديمه-عليه الصلاة والسلام-اللبن إلى ضيوفه وإلى عروسه فتقول أسماء-رضي الله عنها:
زينت عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها فجاء فجلس إلى جانبها فأتى بلبن فشرب
ثم ناولـه عائشة فاستحيت وخفضت رأسها، قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد
النبي-صلى الله عليه وسلم- فأخذت وشربت شيئاً، ثم قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:
"أعطي أترابك" ( ).
وتُسأل-رضي الله عنها-عن مهرها فتقول: كان صداق رسول الله
لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشّاً-والنش: نصف أوقية-فتلك خمسمائة درهم فهذا صداق
رسول الله لأزواجه. ثم إنها-رضي الله عنها-تصف جهاز حجرتها فتقول: إنما كان فراش
رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف، ولم يكن في حجرة
العروس مصباح تستضيء به، دل على ذلك حديثها "كنت أنام بين يدي رسول الله ورجلاي في
قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما" قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها
مصابيح. فسئلت: لماذا لم يكن فيها مصابيح؟ فقالت: لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه (
).
وقد وصف الحسن-رضي الله عنه-بيوت أزواج النبي فقال: كنت أدخل بيوت أزواج
النبي في خلافة عثمان فأتناول سقفها بيدي.. ولقد كانت بيوت أزواج النبي-عليه الصلاة
والسلام-قصيرة البناء بعضها مبني من جريد وطين، وبعضها من حجارة مرصوصة، وسقفها من
جريد. وقد أضيفت هذه البيوت بعد موت أزواج النبي في زمن عبد الملك بن مروان، إلى
المسجد النبوي وبقيت حجرة عائشة، تلك هي الحجرة التي عاشت أم المؤمنين فيها قرابة
خمسين عاماً ولم يدخل عليها أي تغيير سوى القبور الثلاثة التي دفن فيها النبي-صلى
الله عليه وسلم-وأبو بكر وعمر-رضي الله عنهما-.
وبعد، فهذا هو وصف العروس
المباركة لحفل زواجها ومهرها ومنزلها وجهازها، وبتأملنا لوصفها السابق يتبين لنا
بجلاء يسر زواج رسول الله-عليه الصلاة والسلام-بعائشة وتواضعها وزهد مهر العروس، مع
أن الزوج هو نبي الله وخير خلقه وأحبهم إليه، والعروس هي عائشة وأبوها الصديق نسابة
قريش وخير من وطئت قدمه الثرى بعد الأنبياء، ومع ذلك كله كان التواضع البليغ
والبساطة الواضحة هما السمة البارزة على المهر بل وعلى بيت العروسين وجهازهما كذلك.
وهذا على عكس ما يحدث في عصرنا هذا الذي انتشرت فيه المغالاة في المهور، وارتفاع
تكاليف الزواج، والبذخ والإسراف البالغ في تأثيث بيت العروسين وجهازهما، وهذا الأمر
لا يساعد على النكاح بل إنه أثر سلباً في أفراد المجتمع.. تلك المظاهر الجوفاء
أثقلت كاهل الغني فضلاً عن الفقير الذي حاول مجاراة الغني نزولاً على التقاليد
فرَكبه الدَيْن، والدين ذل في النهار وهمّ في الليل، وكان من نتائج هذه المغالاة
وهذا السرف عواقب وخيمة، وهي إما عزوف الشباب عن النكاح وإما خروج المرأة من سترها
الذي فرضه الله عليها لتستطيع الإسهام في تحقيق أوهام النفوس التي لا تمت إلى مقاصد
النكاح بصلة من الصلات فيكون الفساد الكبير.
هكذا اجتمع الحبيبان يبعث بعضهما
لبعض مشاعر الحب والمودة، ويبنيان بيت الزوجية السعيد، وقد كانت عائشة صغيرة السن
لكنها كانت متفهمة للحياة المقبلة عليها، مدركة للمهمة الملقاة على عاتقها؛ فهي
ليست زوجة عادية بل زوجة نبي، وعليها أن تساعده على نشر الرسالة السماوية وبناء أسس
الدعوة الإسلامية، فكيف سارت الحياة الزوجية عند عائشة ورسول الله-صلى الله عليه
وسلم-؟ وما مدى اهتمام عائشة ببيتها ونفسها وزوجها؟ وكيف وازنت-رضي الله عنها-بين
حياتها البيتية واهتمامها بأحوال المسلمين؟ ذلك كله نتعرفه معاً في الأسطر التالية.