مـــــــــــــــــــنتديات بـــــــــــــاقة الشرقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي كي نرتقي
 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخولللإعلان

 

 رسالة للآباء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
najm
كاتب مميز
كاتب مميز
najm


انثى عدد الرسائل : 22
العمر : 65
المستوى التعليمي/العمل : ثقافة عامة
  : رسالة للآباء C13e6510
تاريخ التسجيل : 30/09/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج

رسالة للآباء Empty
مُساهمةموضوع: رسالة للآباء   رسالة للآباء Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 09, 2007 1:27 am

رسالة للآباء In-the-name-of-allah

أومن بأن القصص القرآني من أعظم معجزات القرآن الكريم؛ لذا أقف أمامه طويلا متأملا، لإيماني بعظم المعاني الموجودة في كل قصة فيه، ومن القصص التي تستوقفني كثيرا قصة سيدنا نوح -عليه السلام- وابنه، وأتأمل ذلك الحوار الفريد الدائر فيها بين أب -وهو أحد أنبياء الله المرسلين- وابنه الذي أبى أن يؤمن برسالته، وظل على كفره مع من كذبوا نوحا عليه السلام.

وتتضح مشاعر الأبوة النقية لسيدنا نوح مع ابنه العاق عندما جاءت آيات الله منتصرة له، وجاء الطوفان، وهمّ نبي الله ومن آمن معه بركوب السفينة، فنجده عليه السلام لا ينسى ابنه رغم كفره، وتعالوا نسمع القرآن وهو يصف هذا المشهد المؤثر بين أب حنون محب لولده وابن عاق كافر بالله؛ ففي سورة هود يبدأ الحوار:
{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}
(هود: 42– 47).

وتعالوا نقف ونتأمل ونتعلم كآباء وأمهات ومربين من هذه الآيات وهذه القصة المؤثرة؟ أول شيء يمكن رصده في هذا الإطار أن كثيرا من الآباء والأمهات خاصة المتدينين منهم يتصورون أنهم يمكن أن يفرضوا التدين على أولادهم، وأنهم ما داموا متدينين فلا بد أن يكون أولادهم كذلك، ويصيبهم التوتر والقلق الشديد إذا ظهر من أولادهم أي رفض أو مقاومة لما يفرضونه عليهم، ويؤدي هذا الانفعال ربما إلى حالة من العنف في التعامل مع هؤلاء الأولاد، وفرض ما يرونه صحيحا عليهم، وتزداد المواجهة حدة وتخرج من إطار التربية والتوجيه السليم إلى إطار:
كيف يمكن أن أقبل أن يكون ابني بهذا الشكل؟ أو كيف أتصور أن تكون ابنتي بالصورة الفلانية وأنا الملتزم أو الملتزمة التي يشار إليها بالبنان؟ ويأخذ كل ذلك عنوانا خاطئا هو أننا نحب أن يكون أولادنا في أحسن صورة، وأننا حتى لو اضطررنا إلى أن نفرض عليهم التدين فإنما نفعل ذلك من أجل مصلحتهم.

وبالعودة إلى قصة نوح نجده -وهو النبي المرسل- لم يتعامل مع ابنه العاق إلا بالحوار والتفاهم والدعوة بالموعظة الحسنة، وهو بموقفه هذا لم ير في سلطة الأبوة قوة تجعله يفرض على ابنه الإيمان، ولم ير أن رفض ابنه للحق الذي يحمله يجعله يدخل في حالة من الغضب تخرجه عن منهج الحوار في تعامله مع ابنه، فنجده يقول له في أحلك اللحظات:
{يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}، والابن لعلمه بمنهاج أبيه يرد وهو مطمئن تماما على نفسه، وعلى أن أباه لن يفرض عليه شيئا بالقوة، وتتحرك مشاعر الأبوة الطبيعية في نفس نوح، ويأتي الرد الحاكم من الله {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}
لأنه يتحمل مسئولية اختياره، وينصاع نوح لأمر ربه ويستغفره لأنه سأله ما ليس له به علم.

إذن فالمعادلة سهلة واضحة ومتمثلة في أن الآباء لن يستطيعوا أن يفرضوا الهداية على أبنائهم، وطريقتهم في تربيتهم هو الحوار والتفاهم والدعوة بالتي هي أحسن، وعندما يختار الأبناء فإنهم يتحملون نتيجة اختياراتهم التي اختاروها بمحض إرادتهم، فلا يحمل الآباء أنفسهم ذنب ما فعله أبناؤهم، فإذا ما جاءت اختيارات الأبناء على غير هوى الآباء فليرضوا وتستقر نفوسهم؛ لأنه لم يكن عيبا في نوح أن ابنه لم يؤمن به، أو يذعن لدعوته، وأخذ نوح عليه السلام بأسباب صلاح ابنه من توجيهه ودعوته إلى الحق حتى آخر لحظة، غير أن الابن صمم على اختياره.

إذن فحالة القلق والتوتر التي يعيشها الآباء وهم يتصورون أنهم يصنعون مصير أبنائهم يجب أن تتوقف، أو تصبح في حدها الصحي الذي يؤدي إلى قيامهم بما عليهم من التوازن في فهم أن تربية الأبناء هي رزق من الله عز وجل مثلما أن الأبناء رزق أيضا من الله، وأننا إذ نوفر لهم أسباب النجاح في حياتهم فإننا لا ننسى التوكل على الله واليقين به في حصولنا على النتيجة.

إن ما تدعو إليه قصة سيدنا نوح مع ابنه هو التوازن والاعتدال والوسطية في إدراك الأمور، فلا هي نظرة متواكلة سلبية لا تتدخل في توجيه الأبناء؛ لأن الله قد قدر لهم نصيبهم الذي لا نملك تغييره، ولا هي النظرة المادية التي لا ترى في الأمر إلا أسبابا ونظريات تطبق لتتحقق النتائج، وكأننا في معمل كيميائي نحضر فيه مستحضرات بمعادلات محسوبة؛ وبالتالي فنحن قلقون في كل لحظة على كل خطوة بألا تحدث كما هو مخطط لها.

إن التوازن من قِبَل الآباء في تربية أبنائهم يؤدي إلى هدوء واستقرار الأبناء، وتسيير حياتهم بدون قلق زائد؛ خاصة أن هذا المنهج يؤكده القرآن، ليس على مستوى علاقة الآباء بأبنائهم فقط بل تجده خطا مستمرا تلمحه بوضوح في علاقة الابن بأبيه في قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه آزر، وفي علاقة الزوج بزوجته في قصة لوط ونوح أيضا مع زوجته.

وليكن التوجيه الأخير للنبي صلى الله عليه وسلم
"إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
(القصص: 56) أيضا تذكرة لهذه العلاقة الفريدة بين الرسول وعمه الذي قدم النصرة للدعوة كما لم يقدمها أحد، ولكن أبى إلا أن يموت مشركا، إنها مشيئة الله الحكيمة المبصرة التي تريد أن تعلم البشر أن يقينهم بالله عز وجل في أمور حياتهم يهب لهم الراحة والطمأنينة على مختلف الأصعدة، سواء كان الأمر متعلقا بالرزق أو بالأبناء أو الأزواج أو الآباء.

ولذا فلنهدأ كثيرا ونحن نتعامل مع أبنائنا، ولنقم بما علينا ثم نسلم أمرنا لله؛ لأنه من يتق الله يهدي قلبه. هل وصلت الرسالة؟.

د.عمرو أبو خليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
المـديـر العـــام

المـديـر العـــام
الزعيم


ذكر عدد الرسائل : 4637
العمر : 39
الحالة الاجتماعية : عازب
المستوى التعليمي/العمل : طالب
الهوايات : حاسوب
  : رسالة للآباء C13e6510
Personalized field : رسالة للآباء 1187177599
تاريخ التسجيل : 21/09/2007

بطاقة الشخصية
مزاجي: سارح

رسالة للآباء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة للآباء   رسالة للآباء Icon_minitimeالسبت نوفمبر 24, 2007 1:59 am

رسالة للآباء W3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baqa.forumarabia.com
 
رسالة للآباء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة الى كل محب
» رسالة الى كل من احب
» رسالة لن تصل ...
» رسالة شوق
» رسالة الي كل حي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــــــــــنتديات بـــــــــــــاقة الشرقية :: 
۞باقة الاسلامية۞
 :: ۞ القسم الاسلامي ۞
-
انتقل الى: