اعترف امام الشرطة بانه سجنها في قبو 24 عاما وانجب منها 7 اطفال
صدمة في اوروبا مع تكشف تفاصيل جريمة النمساوي مغتصب ابنته
29/04/2008
لندن ـ القدس العربي :
احدثت الانباء حول جريمة اغتصاب اب نمساوي لابنته الاسيرة علي مدي اربع وعشرين سنة صدمة واسعة في اوروبا، واثارت اسئلة صعبة حول المسؤولية الاخلاقية والاجتماعية فضلا عن القانونية.
وقد اعترف النمساوي جوزيف فريتزل (73 عاما) امام الشرطة امس بأنه سجن ابنته اليزابيث لنحو ربع قرن، وانجب منها سبعة اطفال، بينهم ثلاثة لم يروا الشمس ابدا، اذ كانوا مسجونين مع والدتهم في سلسلة من الغرف تحت الارض قرب منزل العائلة ولا يوجد بها اي نوافذ.
وحسب اعترافه، فانه كان يقوم باغتصاب ابنته بشكل متكرر منذ بلغت الحادية عشرة من عمرها، ثم قام بسجنها في قبو بعد عيد ميلادها التاسع عشر حتي لا يفتضح امره.
ووافقت اليزابيث علي الحديث الي الشرطة بعد ان اكدوا لها انها لن تضطر للعيش معه بعد ذلك وان اطفالها سيكونون تحت حماية امنية.
وعلي عكس الابناء الذين لم يروا الشمس وهم كيرستين (19 عاما)، ستيفان (18 عاما) وفيليكس (5 اعوام)، قام فريتزل مع زوجته بتربية ثلاثة ابناء آخرين وهم اليكساندر (12 عاما) ومونيكا (14 عاما) وليزا (16 عاما) في منزلهما، بعد ان تبنياهما رسميا، ما سمح لهم بحياة طبيعية.
وتبحث الشرطة حاليا في ما اذا كانت الزوجة البالغة من العمر ستين عاما كانت علي دراية بما حدث لابنتها اليزابيث، التي اعتبرت مفقودة رسميا بعد اختفائها منذ 24 عاما حتي ان الشرطة الدولية (الانتربول) قامت بالتحري عنها في اكثر من بلد.
وبجانب الابناء الستة، انجب فريتزل من ابنته اليزابيث توأما آخر الا انهما توفيا بعد ولادتهما بثلاثة ايام، فما كان منه الا ان احرقهما في فرن الغاز الموجود في القبو.
وصرح فرانز بوزلر رئيس التحقيقات الجنائية في جنوب النمسا، حيث تقع بلدة امشتين الصغيرة التي شهدت هذه المأساة، بأن فريتزل قد اعترف بأنه سجن ابنته لاربعة وعشرين عاما، وانه انجب منها سبعة اطفال، وانه قام بحبسهم معها. الا ان الشرطة قررت اجراء فحص الحمض النووي (DNA) للتأكد من انهم جميعا ابناؤه.
كما تسعي الشرطة لمعرفة كيف تمكن فريتزل من الاحتفاظ بالسر واخفاء ابنته واطفالها كل هذه السنين. وستقوم باستجواب الابناء الستة لمعرفة طبيعة ما تعرضوا له من انتهاكات. اما اليزابيث (43 عاما) فوصفتها تقارير صحافية بانها كانت شاحبة وتعاني سوء تغذية كما علا الشيب رأسها رغم صغر سنها، وبدا عليها نوع من الاضطراب النفسي اثناء التحقيق.
وكانت الشرطة اعتقلت فريتزل امس الاول بعد ان اطلق سراح ابنته لتتمكن من انقاذ حياة كيرستين التي اخذت للمستشفي في حالة حرجة قبل عشرة ايام، ونشر الاطباء نداء لوالدتها للتوجه للمستشفي والمساعدة بتزويدهم بتاريخها المرضي ليتمكنوا من علاجها.
وكان فريتزل ابلغ السلطات ان ابنته المفقودة ظهرت ثلاث مرات في اعوام 93 و94 و97 واحضرت له اطفالا قالت انها لا تستطيع ان ترعاهم ثم اختفت مجددا، محاولا ايهامهم بانها انضمت الي جمعية دينية سرية.
وتعيش النمسا حالة من عدم التصديق، بينما تصدرت انباء الجريمة نشرات الاخبار والصفحات الاولي في العديد من الدول الاوروبية.
ويتركز السؤال الاساس حول كيفية فشل السلطات طوال هذه السنين في اكتشاف ما كان يجري، خاصة ان قضية مشابهة كانت تكشفت مؤخرا حيث سجن اب ابنته لثمانية اعوام. واظهرت صور للقبو المكون من عدة غرف تحت الارض فظاعة المكان الذي سجنت فيه اليزابيث مع اطفالها، حيث لا يزيد ارتفاعه عن خمسة اقدام ما يجعل الشخص البالغ غير قادر علي الوقوف فيه.
وحسب رئيس التحقيقات فان كل شيء بالغ الضيق في القبو، حيث كبر الاطفال.
ويتوقع مراقبون ان تظهر مفاجآت جديدة في القضية سواء من جهة الزوجة التي تصر علي انها لم تعلم شيئا او الاطفال، او اليزابيث التي تحولت اسيرة لشهوات والدها طوال نحو ربع قرن.