السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني, حيث قامت المنظمات العسكرية
الصهيونية, ومن بعدها إسرائيل, بطرد حوالي مليون فلسطيني من وطنه إلى خارج
الوطن من خلال اعتماد المجازر والتهجير القسري المبرمج, ليصبح معظم شعبنا,
بين ليلة وضحاها يفترش الأرض ويلتحف السماء في مخيمات اللجوء, كما وقامت
بهدم أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها وصادرت أملاكنا
وأراضينا بموجب عشرات القوانين الظالمة, معتبرة شعبنا غائبا عن أرضه ووطنه
وهو حي يرزق, وهم يستبيحون مقدساتنا وما زالوا مستمرين في مخططاتهم
الإجرامية بحق شعبنا الذي يواجه سياسة الحصار والتجويع والتصفيات الجسدية
عبر مسلسل المجازر الرهيبة التي ما زالت تطال المدن والقرى والمخيمات .
في الخامس عشر من أيار (مايو) تحل الذكرى الستون للنكبة، متمثلة باغتصاب
فلسطين وتشريد شعبها، وزرع الكيان الصهيوني في خاصرة الوطن العربي عام
1948. ويبدو أن "التقادم" قد فعل فعله في إضعاف الاهتمام بهذه الذكرى
الأليمة التي صار الحديث عنها "مملا"، كأي حديث يعاد ويكرر مرارا، دون أن
يتضمن أي عنصر جديد
ويبدو، أيضا، أن تعدد الذكريات المؤلمة في التاريخ العربي الحديث قد ساهم،
مع "التقادم"، في إبطال مفعول هذه الذكرى حتى في نفوس الجماهير العربية
التي كانت فيما مضى، وبالتحديد قبل هزيمة الخامس من حزيران (يونيو) عام
1967 تستقبل ذكرى النكبة بتأثير عميق وحماس ظاهر، واحتجاج صريح وبصوت شعبي
عال.
وكان ذلك يفرض على الأنظمة العربية أن تولي ذكرى النكبة قدرا من الاهتمام
على المنابر الخطابية والإعلامية لتـُشعـِر الجماهير بأنها "لم تنس قضية
العرب الكبرى" و "لم تغض النظر" عنها! على الرغم من انشغالاتها "الوطنية"
وهمومها "القومية" وواجباتها "الإقليمية" الكثيرة.
ومن خلال منتدانا المتواضع المتواضع لابد من التأكيد على حق العودة هذا
الحق الطبيعي والشرعي والمتوافق مع العقل والمنطق والأعراف الإنسانية,
ولنسير على درب المناضلين والقادة والشهداء وان لا ننسى ما قضوا من اجله
وإننا لأصحاب حق ولن يضيعنا الله.
قال تعالى (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا إن الله لا يخلف وعده) صدق الله العظيم
لقد نظر العالم الى القضيه الفلسطينية على انها قضية انسانيه وقضية لاجئين
ينتظرون الخيمه وكرت المؤن , ومع ضعف الشعب الفلسطيني وقلة حيلته وتفكك
الامتين العربية والاسلامية فقد اكتملت فصول المؤامرة وكادت ان تكتمل بكل
ملامحها لولا ان الله قد هيأ لهذا الشعب قادة ورموزا وعلماء وادباء من
صلبه حملوا الهم الفلسطيني ونقلوه الى العالم وتحدثوا مع العالم بكل
اللغات التي يفهم ولا يفهم حدثوه بالبندقية وبغصن الزيتون وبالريشة
والقلم, وتاكد العالم ان هناك مشكلة ولابد وان تحل ولن تحل الا بسيادة
الشعب الفلسطيني وعودته, وتحولت القضيه الى قضية سياسية من الطراز الاول
وعلى سلم الاولويات الدولية وتحققت الكيانيه الفلسطينيه في الخارطة
الدوليه.
ومع التقلبات العالميه فان الشعب الفلسطيني يرفض ان تعود قضيته الى مستوى
قضيه انسانيه فقط دون الالتفات الى حقه في الدولة المستقله وعاصمتها القدس
الشريف وحق العودة للاجئين الى وطنهم الغالي فلسطين.
نسأل الله القادر العظيم ان تعود هذه الذكرى ونحن على عتبات الاقصى الحبيب
وتحت العلم الفلسطيني خفاقا على ماذن القدس واسوارها في ظل دولتنا
المستقلة, وان يكيد الله بالظالمين وينصر الحق والمستضعفين.