موضوع: القرى الفلسطينيه المهجره3 السبت مايو 31, 2008 10:39 pm
قرى قضاء جنين زرعين بكسر اوله وسكون ثانيه كسر ثالثه وياء ونون تقوم على بقعة " يزرعيل " الكنعانيةوزرعين كلمة سريانية بمعنى مزارعون وفلاحون . ذكرت المصادر الفرنجية زرعين باسم le petit gerin " تمييزا لها عن " جنين _ le grand gerin وفي القرية بقايا بناء معقود وكنيسة من القرون الوسطى واساسات وصهاريج ومعاصر خمور ومغر "[200] . وينسب الى زرعين " محمود سالم " ممن ابلوا بلاء حسنا في الثورة الفلسطينية الكبرى . وزرعين اخر اعمال جنين من الشمال وعلى بعد احد عشر كيلومتراً منها ترتفع 75 مترا عن سطح البحر مساحتها 81 دونماً . مساحة اراضي قرية زرعين (23.920) دونماً منها 1711 تسربت لليهود و 175 دونماً للطرق والوديان وما اليها وتحيط بهذا الاراضي اراضي قرى نورس والمزار وتعنك والقرى والمستمعرات المجاورة في قضاء بيسان والناصرة . كان في زرعين عام 1922 م (722) نسمة وفي عام 1931 بلغوا و(957) 469 ذكراً و 506 انثى _ لهم 239 بيتا وفي 1_4_1945 بلغ عدد سكانها 1420 مسلما ومعظمهم يعود بنسبه الى مصر وقليلهم نزل القرية من مختلف قرى فلسطين . تشرب زرعين من " عين الميتة" في ظاهرها الشرقي ومن مياه الامطار وفي القرية مسجد ومدرسة تعود بتاريخ انشاتها الى ايام الحكم العثماني ولما احتلها اليهود دمروها بما فيها المسجد الذي كان الظاهر بيبرس قد رممه ومدرستها واقاموا على بقعتها مستعمرتهم " يزرعيل yizreel " عام 1939على بعد اربعة كيلو مترات من العفولة . هذا وتقع بجوار " عين الميتة" الشرقي بقعة " عين جالوت "[201] على الحدود بين قضاءي جنين وبيسان كما تقع في نحو منتصف الطريق بين قريتي " نورس و " زرعين " حيث وقعت معركتها الفاصلة عام 658 هـ : 1260 م . معركة عين جالوت يوم الجمعة 26 رمضان 658 هـ : 3 ايلول 1260 م . تمكن المغول بغزواتهم التي شنوها خلال اربعين عاما ان يكتسحوا اسيا واوروبا من مواطنهم الواقعة بين الهند وهضبة منغوليا الى اواسط وغرب اسيا فامتدت امبراطوريتهم من الصين شرقا الى فلسطين وسواحلها وبحر البلطيق وبحر الادرياتيك غربا وكانوا في غزواتهم يدمرون المدن والقرى ويقتلون سكانها بعد ان يمثلوا بهم افظع تمثيل وينهبون كل ما يقع تحت ايديهم من اموال ومتاع تاركين في اعقابهم اطلال المدن خرائب القرى . استعدت مصر للقاء المغول بعد وصولهم الى سورية فلسطين فخرجت منها الجيوش يقودها السلطان " قطز "[202] الذي ما لبث ان التحقت به جموع المجاهدين من فلسطين والشام وصل " قطز" الىغزة ثم تابع سيره الى عك متخذا طريق الساحل وكان بمدينة عكا بقايا من الافرنج الذين بادروا بالترحيب به واظهار استعدادهم لمعاونته ضد المغول رفض قطز مساعدتهم معلنا ان الدفاع عن الاوطان يتولاه ابناؤه واكد للافرنج ان من يبادر عسكر المسلمين منهم باي اذى فان ذلك يدعوه للعودة واستئصال شافة الافرنج قبل ملاقاة التتر فقبع الاوروبيين واخلدوا الى السلامة خوفا من تهديد قطز . سار قطز شرقا وعند " عين جالوت" انضم اليه ركن الدينبيبرس الذي كان قد استم في مهاجمة قوات التتار المبعثرة في مختلف انحاس فلسطين . راى قطز بعد وصوله الى " عين جالوت " ان ينصب كمينا لعدوه فخبا نصف جيشه فيه ثم قاد بنفسه النصف الباقي وكانت جيوش المغول بقيادة "كتبغا نوين "الذي كان يثق به " هولاكو " الملك المغول ولا يخالفه فيما يشير اليه تلاقى الطرفان يوم الجمعة في 26 رمضان 658 هـ : 3 ايلول 1260 م عند العين المذكورة بدا المغول بقذف سهامهم وحملهم على المسلمين فوقف السملمون وبادلوهم السهم بغيرها وملأت الجثث الارض تظاهر المسلمون بالهزيمة وتراجعوا فتعقبهم المغول حتى استدرجوهم عند الكمين وهنالك خرج عليهم نصف الجيش الاخر فحملوا على عدونم حملة صادقة فهزموه واضطروه للفرار واعتصم من المغول طائفة بالتل المجاور لمكان الوقعة فاحدق بهم المسلمون واما قائدهم "كتبغا " فرغم ان جنوده تركوه وحيدا مع قلة من اتباعه الا انه ظل يكافح دون جدوى" الى ان كبى به جواده فاس وجيء به مكبلا الى قطز الذي امر بقتله . وكان كتبغا عظيما عند قومه فهو الذي فتح معظم بلاد ايران والعراق واما قاتله فهو الامير " جمال الدين اقوش بن عبد الله الشمسي" من اعيان الامراء وامائلهم وشجعانهم توفي في حلب سنة 679 هـ . وقد اظهر قطز في هذه المعركة مهارة وشجاعة فائقة فاشترك بنفسه في القتال حتى ان جواده اصيب فترجل عنه وحارب على قدميه ولما راى شيئا من الاضطراب في ميسرة جيوشه القى بخوذته عن راسه على الارض وصاح باعلى صوته " واسلاماه" وحمل بنفسه على عدوه فازداد حماس الجند مما كان لهاكبر الاثر في النصر . وكان ممن حضر هذه المعركة " الامير زين الدين صالح بن الامير علي ارسلان " وق اعجب قطز بشجاعته واصابته الهدف بسهامه[203] . لقد كانت الهزيمة في هذه المعركة هيمة ساحقة وتعتبر من المواقع التاريخية الحاسمة وبها قضي على لخطر المغولي الذي يعد اعظم خطرا من الخطر الفرنجي بصورة نهائية فحق لابطالها المجاهدين وبينهم العديد من الفلسطينيين[204] التفاخر بانهم هزموا المغول في القرن الثالث عشر الميلاد في وقت كن العالم كله فيه يتراجع امام هجماتهم . ومن نتائج هذه المعركة انها اعطت سلاطين المماليك الفرصة فعجلت بالقضاء على ما تبقى من الامارت الفرنجية في بلاد الشام فقضوا عليها وطهروا البلاد منهم كما طهروها من المغول فلو انتصر المغول في عين جالوت لوجهوا جهودهم لاكتساح بقية اوروبا التي كان بامكانهم لضعفها اجتياحها بسهولة فلو لم ينتصر المسلمون في عين جالوت لتغير مجرى التاريخ ولعانت الانسانية منالخرائب والتاخر قرونا طويلة . وقد كان لحسن قيادة الظاهر بيبرس احد قادة هذه المعركة اثر كبير في الانتصار على المغول وقد حرص بيبرس على تخليد ذكرى موقعة عين جالت باقامة اول نصب تذكاري في الاسلام في مكان الموقعة اطلق عليه اسم " مشهد النصر ". وهكذا قدر لفلسطين ان تكون مسرحا للانتصارات الكبرى التي احرزها العرب منذ بدء التاريخ الاسلامي فيها فعلى ارضها المباركة جرت معارك اليرموك واجنادين وحطين وعين جالوت وانتصر فيها العرب على الروم والاوروبيين والمغول . وستكون فلسطين ان شاء الله مسرحا لنصر كبير اخر على الصهيونيين ومن يساندهم في القريب العاجل . * * * وما تجدر الاشارة اليه ان هولاكو _ حفيد جنكيرز خان _ اراد ان ينتقم لهزيمة عين جالوت لكنه توفي قبل ان يحقق امله وقد جاء بعده اخوه (تكودار ) وهو اول من اسلم من المغول واتخذ لنفسه اسم " احمد خان "وبذل جهده في نشر الاسلام بين بني قومه فاسلم الكثيرون منهم بالفعل . المزار كلمة عربية بمعنى موضع الزيارة وما يزار من مقابر الاولياء جمعها مزارات والارجح انها دعيت بهذا الاسم لان الكثيرين من شهداء معركة " عين جالوت " المتقدم ذكرها دفنوا فيها حيث اقيم بعدئذ مسجد القرية واما القول بان هذا المسجد يضم رفات " النبي وزر " فامر لايستند الى أي اساس . بنيت قرية المزار فوق جبال فقوعة على علو 350 مترا عن سطح البحر موقعها جميل يشرف على الغور والمرج تقع في الجنوب من قرية نورس كما تقع في الشمال الشرق من جنين مساحتها 9 دونمات . ولهذه القرية ارض مساحتها1450 من الدونمات منها 29 دونماً للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر وتحيط بهذه الاراضي اراضي قرى " نورس " وعربونة " وصندلة وفقوعة وتعنك وزرعين والمقيباسة والمستعمرات والقرى المجاورة لها من قضاء بيسان ويزرع في اراضي المزار ما يزرع في اراضي القرى المجاورة من حبوب وبقول وفاكهة وفيها 68 دونماً مغروسة بالزيتون . كان في المزار في عام 1922 م (223) نسمة وفي عام 1931 بلغوا (257) مسلمابينهم 118 ذكراً و 139 انثى ولجميعهم 62 بيتا وفي 1_4_1945 قدروا بـ( 270) عربيا وجميع سكانها من "السعديين " الذين ينتسبون الى س" سعد الدين بن مزيد الجباوي الشيباني " المتوفى عام 621 هـ : 1224 م ذكره صاحب الاعلام (3_134) بقوله : " متوصف مشهور من اهل جبا كان فلسطين بدء امره من قطاع السبيل ثمتاب وتنسك واقام مع ابيه في زاوية بدمشق واشتهر وهو مدفون في جبا " . و جبا " في الجولان من اعمال القنيطرة[206] _ 13 الف نسمة _ وعلى مسيرة 25 كم منها " وبن شيبة" هم بنو شيبه بن عثمان بن طلحة بن عبد الدار من قريش من العدنانية انتهت اليهم سادانه الكعبة من قبل جدهم " عبد الدار " وهي معهم الى الان ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ودخلها اقر فيهم سدانة الكعبة لاياخذ منهم الا ظالم حتى يرث الله الارض ومن عليها . وقد ذكر الحمدني ان من بني شيبة هؤلاء قوم بصعيد مصر[207]، كما وان منهم اليوم جماعات في مختلف انحاء فلسطين سورية . تشرب القرية من نبع ماء يقع في جنوبها ولم يحدث فيها البريطانيون الظالمون مدرسةابان حكمهم للبلاد ولما دخلها اليهود دمروها ونزح سكانها الى قرى القضاء المختلفة . ينسب الى "المزار" الشيخ الشهيد " فرحان السعدي " نشا رحمه الله ناشة دينية صالحة فعمل في فلاحة الارض وزرعها في قريته وقد عرف فيها وفي القرى المجاورة لها بقواه وشجاعته وايمانه ولما احتل البريطانيون بلادنا واضتحت له نواياهم العدوانية اخذ يحث الناس على مقاومة سياستهم الصهيونية فكان في طليعة المتظاهرين ضدهم ولما نشبت ثورة عام 1929 م قاد جماعة من المجاهدين في قضاء جنين يهامون اليهود والانكيز اينما وجدوهم واخيرا قبضت عليه السلطات البريطانية الظالمة وحكمت عليه بالسجن ثلاثة اعوام ولما خرج من السجن انضم الى فرقة المجاهد الشيخ عز الدين القسام . وفي اليوم الخامس عشر من نيسان عام 1936 م كان الشيخ فرحان شرف اطلاق الرصاصة الاولى لثورة العام المذكور التي فجرت طاقات الشعب الفلسطيني فكانت بمثابة اشارة البدء لثورة فلسطين الكبرى 1936_1939 م اذ قام هو وجماعته بالهجوم على قافلة يهودية على طريق نابلس _ طول كرم ردا علىعدوان يهودي غادر كان قد وقع على العرب في جوار يافا . كانت معركة 15 نيسان من عام 1936 ايذانا ببدء الكفاح المسلح فتلاحقت الحوادث بسرعة مذهلة فقام اليهود بقتل بعض العرب في ظاهر يافا فرداهل يافا بالهجوم على اليهود يوم 19 نيسان ولولا حضور القوات البريطانية لاباد العرب المئات من اعدائهم . شاركت مدن وقرى وقبائل فلسطينية انتفاضة يافا فاعلن الاضراب العام في جميع انحائ البلاد الذي امتد نحو ستة اشهر ثم اخذ العرب يمارسون نشاطهم المسلح ضد البريطانيين واليهود فكان الشيخ فرحان السعدي يقود الثورة في منطقة جنين وقام فيها باروع اعمال التضحية والشجاعة واخيرا استطاع الاعداء القاء القبض عليه وهو في قريته وبعد ان تعرض لافظع انواع التعذي والتنكيل قدموه للمحكمة العسكرية التي اتهمته بتهم عديدة تشهد بالوفاء والتضحية وحب الاوطان وبعد محاكمة صورية حكم فيها عليه بالاعدام شنقا فتلقى الحكم بابتسامة ساخرة رغم تدخل ملوك العرب ورؤساء حكوماتهم وزعماتهم مع الحكومة البريطانية الغدارة لتخفيف الحكم فقد نفذته مشى الشيخ القرشي الى المشنقة ثابت الجنان رابط الجاش وهو يهتف بحياة فلسطين التي جاد في سبيلها بكل ما يملك . نفذ الظالمون حكمهم بابن فلسطين البار في سجن عكا في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1357 هـ تشرين الثاني 1938 رغم انه كان صائما وانه كن قد تجاوز الثمانين من عمره. وقدهدم الاعداء هذه القرية العريقة . * * * وفي فلسطين قرية اخرى تحمل اسم "المزار " وهي من اعمال حيفا وهناك بقعة في الغور النابلسي تدعى بنفس الاسم . وفي شرق الاردن " مزار ابي عبيدة" في الغور في اراضي محافظة اربد وقريتان تحملان اسم " المزار" : واحدة في جنوب اربد (2820 نسمة ) والثانية من اعمال الكرك وقد مر ذكرها في ج1 ق2 من هذا الكتاب . ؤ
زلزال الغضب
عضو نشيط
عدد الرسائل : 322 العمر : 46 المستوى التعليمي/العمل : دكتور في جامعه بير زيت : تاريخ التسجيل : 22/02/2008
موضوع: رد: القرى الفلسطينيه المهجره3 السبت مايو 31, 2008 10:40 pm
اللجون بفتح اوله وضم ثانيه مع التشديد وسكون الواو وآخره نون في اثناء الحكم الروماني للبلاد ضرب معسكر في جنوبي مجدو ، يبعد عنها بنحو كيلومتر اقرب في وضعه الى مخرج الممر[152] . وترك التل الاصلي لاستعمالات اخرى. ونظراً لاهمية الموقع الحربي الممتاز لهذا المكان انشأ الرومان فيه قلعة عظيمة، واقاموا المعسكرات لكتائبهم في مرجب بني عامر المنسبط امامها، ومن اسم هذه الفيالق (لجيون) دعيت المدينة الحديثة بهذا الاسم. وكانت هذه المدينة حينئذ مركزاً لمقاطعة عرفت باسمها تشمل قرى كثيرة كـ "بيت قاد" واليامون وزرعين وتعنك والعفولة وسيمون " تل القمون" وغيرها. ويذكرنا اسم قرية اللجون الحديثة بذاك الفيلق الروماني الذي عسكر هناك فاللجون مشتقة من الفظة اللاتينية " Legio" التي معناها "Legion" أي فيلق وكان عدد الفيلق الروماني يتراوح ما بين 4000 و 6000 جندي. * * * دخلت اللجون في حوزة العرب المسلمين في القرن السابع للميلاد يوم افتتاحهم لسورية. ثم نزلها وما جاورها فخذ من جذام . ومن اشهر حوادثها التاريخية واقعتهاالتي حدثت في الرابع من ذي الحجة من سنة 328هـ: 940م . بين " محمد بن رائق"[153] الذي اغار على املاك الاخشيد[154] في سورية التقى الجمعان في هذه البقعة من فلسطين فكانت بينهما وقعة عظيمة انكسرت فيها ميمنة الاخشيد وثبت هو في القلب ثم حمل هو بنفسه على اصحباب " محمد بن رائق " حملة شديدة فاسر كثير منهم وامعن في قتلهم واسرهم وقتل اخوه " الحسين بن طغج الاخشيدي " في الحرب وافترق العسكران وعاد كل واحد الى محل اقامته فمضى ابن رائق نحو دمشق وعاد الاخشيد الى الرملة بخمسمائة اسير ثم تداعيا الى الصلح وكان لما قتل لسحين بن طغج اخو الاخشيد في المعركة عز ذلك على محمد بن رائق واخذه وكفنه وحنط وانفذ معه ابنه مزاحما الى الاخشيد وكتب مع كتاب يعزيه فيه ويعتذر له ويحلف له انه ما اراد قتله وانه ارسل له ابنه مزاحما ليفتديه بالحسين بن طغج ان احب الاخشيد بذلك فاستعاذ الاخشيد بالله من ذلك واستقبل مزاحما بالحربم والقبلو وخلع عليه وعامله بكل جميل ورده الى ابيه واصطلحا على ان تكون الرملة وما وراءها الى مصر للاخشيد ويحمل اليه الاخشيد في كل سنة مائة واربعين الف دينار ويكون باقي الشام في يد ابن رائق وان كل منهما يفرج عن اسارى الاخر فتم ذلك[155]. وفي سنة 335هـ : 945 م اغار الحمدانيون على سورية ورغبوا في اخراج الاخشيدين من مصر فكانت وقعة بين الطرفين في اللجون انكسر بها سيف الدولة الحمداني[156] ووصل دمش بعد شدة وتشتت واخيرا عقد الصلح على ان تبقىحلب وشمالي الشام الى ما كانت عليه ايدي الحمدانيين[157]. * * * وصف اللجون " ابن الفقيه " _ في اواخر القرن الثالث الهجري ومطلع القرن العاشر الميلادي _ بقوله (ومدينة اللجون فيها صخرة عظيمة مدورة خارج المدينة وعلى الصخرة قبة زعموا انها مسجد ابراهيم يخرج من تحت الصخرة ماء كثير وذكروا ان ابراهيم ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها من الماء ما يتسع فيه اهل المدينة ورساتيقهم الى يومنا هذا )[158]. وقد ذكر " اللجون " المقدسي في كتابه "احسن التقاسيم " الذي الفه سنة 375 هـ : 985 م بما ياتي : (1) انها مدينة على راس حد فلسطين في الجبال بها ماء جار رحبة نزيهه ص 162. (2) وقد وصفها ايضا في القسم الجبلي من سورة حيث يقول : " والصف الثاني الجبل مشجر ذو قرى وعيون ومزارع يقع فيه من البلدان بيت جبريل وايلياء ونابلس واللجون وكابل قدس " ص 186. (3) ذكر انها تقع علىالطريق فتاتي مرحلتها بعد طبرية ومنها الى قلنسوة فالرملة وان شئت فخذ من اللجون الى كفر سابا بالبريد مرحلة ص 191. وذكرها مؤلف الانساب ( عبد الكريم بن محمد ابو سعد التميمي السمعاني ) المتوفى سن 562 هـ: 1166 م بقوله[159] : " وهي مدينة بالشام بها مسجد ابراهيم الخليل صلوات الله عليه وعين ماء نبع من تحت المسجد منها القاضي ابو الفضل جعفر بن احمد بن سليمان السعيدي اللجوني " وهو عالم ومحدث . * * * ولما اغار الافرنج على ديارنا استولوا على اللجون كما ستولوا على غيرها وفي عام 583 هـ استردها صلاح الدين الايوبي منهم كما استرجع جميع ما كان في تلك الجهات من بلاد . وقد نزل اللجون كثير من ملوك المسلمين وقد كانت لهم فيها مصطبة معدة لنزولهم عليها[160]. ففي سنة 629 هـ نزلها الملك الكامل _ سادس ملوك الايوبيين _ وفيها عقد عقد ابنته " عاشوراء" على ابن اخيه "الناص دواد " صاحب الكرك وفي نهاية عام 669 هـ نزلها السلطان الظاهر "بيبرس"[161] وبينما كان فيها اتته الاخبار بان السفن التي كان قد ارسلها لاخذ قبرص قد غنمها الاعداء[162]. وقدمت اليه فيها رسل صاحب " صور " طالبة الصلح فوقع الاتفاق على ان يكون للافرنج من بلاد صور عشرة بلاد فقط ويكون للسلطان خمسة بلاد يختارها وبقيةالبلاد تكون مناصفة ووقع الحلف على ذلك[163] . وفي سنة 680 هـ نزل السلطان الملك المنصور قلاون[164] " اللجون " فاتته وهو هناك رسل الفرنج لتقرير الهدنة بينهما اسشار السلطان امراءه فقرروها وحصل الاتفاق عليها بين الطرفين وحلف الملك قلاون للرسل على الصورة التي تم الاتفاق عليها فعادوا وتوجه الامير فخر الدين اياز المقري الحاجب لتحيلف الافرنج على ذلك فحلفهم … وفي تلك الاثناء بلغ السلطان قلاون ان هناك مؤامرة لاغتياله دبرها جماعة من القواد بمعرفة الامير " سيف الدين كوندك الظاهري "[165] وانهم كاتبوا الافرنج بان لا يصالحوه هم كوندك بان يغتال السلطان باللجون ولكنه وجده قد تحفظ واستعد وتمكن قلاون من القاء القبض عليه وعلى جماعته في " الحمراء" من اعمال بيسان وهو في طريقه الى دمشق وامن شرهم[166] . وبعد هذا الحادثة بستةعشرة سنة حدثت في اللجون[167] حادثة مثلها وذلك ان السلطان العادل زين الدين كتبغا[168] خرج من دمشق بجيوشه نحو مصر وسار حتى نزل اللجون في 20 المحرم من سنة 696 هـ وكان الامير حسام الدين لاجين المنصوري الذي جعله كتبغا نائب سلطنته بل قسيم مملكته قد اتفق مع جماعته من اكابر الامراء على قتل السلطان المذكور فوثبوا عليه وقتلوا اكابر مماليكه وامرائه وقصد لاجين بعد ذلك مخيم السلطان فمنعه بعض مماليكه وعوقوه عن الوصول الى الملك العادل كتبغا ولما بلغ العادل ذلك خاف على نفسه وركب من اللجون فرسا تسمى ( حمامة) ومعه خمسة من خواصه وتوجه الى دمشق ويذكر مؤلف النجوم الزاهرة (8_63و68) الذي ننقل عنه تفاصيل هذا الحادث ان " كتبغا "لواقام بمخيمه لما قدر لاجين على قتاله وبعد فراره استولى لاجين[169] على الخزائن ومخيم السلطان ومهمات الجيش وساق الجيمع امامه الا غزة فبايعه فيها الامراء بالسلطة وساورا جميعا حتى مصر واخيرا تمكن لاجين من استمالة غالب اهل دمشق مما اضطر " كتبغا " لان يسلم له بالامر . * * * ذكر القزويني المتوفي عام 682 هـ : 1283 م " اللجون " بمثل ما ذكرها صاحب معجم البلدان (5/13) المتوفى سنة 626 هـ : 1329 م قال القزويني في صفحة 259 من كتابه " اثار البلاد واخبار العباد" : ( اللجون : مدينة في وسطها صخرة كبيرة مدورة وعلى الصخرة قبة مزار يتبركون بها حكي ان الخليل عليه السلام دخل هذه المدينة ومعه غنم له وكانت المدينة قليلة الماء فسالوه ان يرتحل لقة الماء فضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء كثير اتسع على اهل المدينة حتى كانت قراهم ورسايتقهم تسقى من هذا الماء والصخرة باقية الى الان). ودفن في اللجون سنة 710 هـ " علي بن اسمح اليعقوبي الشافعي " اخذته التار وهو صغير سنة 656 هـ حين دخلوهم بغداد ولما ترعرع اقام عند احد الفقهاء فتفقه عليه ثم تزهد وقصد دمشق واخيرا قص الحج فمات في اللجون وله نيف وستون سنة[170] . ودفن في اللجون اياض سنة 803 هـ : 1400 م " علي بن يوسف بن مكلي بن عبد الله نور الدين بن الحلال" الحلبي الاصل ثم المصري احد العلماء البارعين في مذهب مالك استقل بقضاء مصر بعد عزل ابن خلدون فما استولى تيمورلنك على حلب عنوة سنة 803 هـ سار السلطان مصر الناصر فرج[171] بن برقوق الى ملاقاته وصحبه قضاة مصر واعيانها ومن جملتهم ابن الجلال المار ذكره ولكنه مات قبل الوصول الى جبهة القتال ودفن في اللجون[172] . وفي عام 815 هـ ثار على " فرج " بعض الامراء فخف الى لقائهم والتقى بهم باللجون فهزم وافل نجمه فخلع من السلطنة وقبض عليه ثم اعدم . * * * وجاء ذكر اللجون في صبح الاعشى 4/ 154 _155 لمؤلفه القلقشندي المتوفى عام 821 هـ : 1418 م بما ياتي : " اللجون بفتح اللام المشددة وضم الجيم المشددة وهي قرية قديمة في جهةالغرب عن بيسان على نصف مرحلة منها وباللجون قام الخليل عليه السلام وبها ينزل الملوك على مصطبة هناك معدة لذلك ومن عملها قدس وحيفا وهي خراب على الساحل وقلعة كوكب الهوا وقلعة الطور " . * * * وفي القرن العاشر للهجرة وبعد ان افتتح العثمانيون هذه البلاد كانت اللجون مركزا للواء يدعى باسم " لواء اللجون " وكانت جنين من جملة قراه[173]. ولعل متسلم هذا اللواء كان يقيم في " تل مجدو" للتمتع بمناظره الخلابة التي تشرف على المرج الخصيب فنسب اليه ودعي باسم " تل المتسلم " . ويبدو ان امر اللجون اخذ بعد ذلك يضعف فابتدات اهميتها الادارية تنتقل الى جنين وفي القرن الماضي نزلها سكانها الحاليون منام الفحم وما زالوا بها الى الان (عام 1945 م ). * * * اللجون اليوم (1944م) هي مجموعة من اربعة اقسام صغيرة على مقربة من بعضها البعض ول تبعد عن جنين باكثر من 18 كيلو مترا تقع على رواب لا يزيد ارتفاعها عن 175 مترا واقسامها تعرف باسم الخربة الفوقا" و " الخربة القبلية " و " الخربة التحتا " و " خربة ظهر الدار " . تكثر الينابيع الجارية والعيون في هذه القرية حيث يستقي منها الناس ويروون بساتينهم ومزروعاتهم من مياهها ومن هذه العيون " عين الخليل" في " الخربة التحتا " وبالقرب منها " عين الست ليلى" وغيرها . وفي " خربة ظهر الدار " بقعة كانت تعرف باسم " دار الخليل ابوابراهيم " اقام عليها المرحوم الوجيه " حسن السعد " مسجدا لاهل القرية ودار عليه ولما بوشر بالبناء وجدوا ان المسجد اقيم على انقاض مسجد قديم وفي اللجون مسجد اخر انشاته حمولة المحاميد منذ سنين قليلة في الخربة القبلية . * * * ان اراضي هذه القرية هي قسم من اراضي قرية ام الفحم التي كان ينزلها سكانها في المواسم الزراعية وبعد الانتهاء منها كان المزارعون يعودون الى منازلهم في ام الفحم الا انهم اضطروا بعدئذ للاقامة في اللجون لكثرة مزروعاتهم وغلالهم فيها وقد كان عددهم في سنة 1922 م 417 شخصا بلغوا في عام 1931 م " 857" شخصا _ مسلمون يهوديان و 26 مسيحيا _ منهم 452 من الذكور و 405 من الاناث لهم 162 بيتا وفي نهاية عام 1940 م قدروا بـ( 1103) اشخاص وهم من ام الفحم . في اللجون مدرسة الحكومة تاسست في 11_12_1937 ضمت في 1_7_1944 (83) طالبا يعلمهم معلمان وفيها 180 رجلا يلمون بالقراءة والكتابة . اغتصب اليهود اللجون في 15_4_1948 بينما كن الحكم البريطاني الغدار قائما في البلاد . واخيرا هدم الاعداء قرية اللجون العريقة واقاموا على بقعتها قلعتهم " مجدو" وتحتوي "اللجون " على "تل انقاض تحت القرية وبقايا مبان وعقود واعمدة مدفن مغارة لها سلم "[174] وفيها ايضا بقايا خان "[175] وفي " تل المتسلم " تل انقاض نقب قسم منه وبقايا جدرانوباب ومبان "[176] . وتقع " خربة بيت راس " في الشمال الغربي من اللجون وبها " اثار محلة شقف فخار على سطح الارض وعلى التل حجارة مدقوقة وفي منحدراته مدافن منقورة في الصخر "[177] . نورس تقع إلى الشمال الشرقي من جنين وتبعد عنها 20كم، ومساحة أراضيها المسلوبة 6300 دونما، أقيم على أراضيها مركز تدريب صهيوني، بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 364 نسمة وعام 1931م حوالي 429 نسمة ارتفع إلى 570 عام 1945
الزعيم
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 4637 العمر : 39 الحالة الاجتماعية : عازب المستوى التعليمي/العمل : طالب الهوايات : حاسوب : Personalized field : تاريخ التسجيل : 21/09/2007